شهدت مدينة الرياض العرض رقم 600 للمسرحية الفرنسية الهزلية الصامتة «مشاجرة الأزواج»، وذلك في بهو السفارة الفرنسية أخيراً، وتدور فصول المسرحية حول مراحل تقلب الحياة الزوجية بدءاً من اهتمام الزوجة بتلميع الأواني على مائدة الطعام ووضع الملاعق والصحون في أماكن مدروسة، فيما الزوج يبدو منشغلاً بتصفح جريدة غير مكترث بترتيب السفرة ولا حتى بأناقة الزوجة. إلا أن الزوج (الممثل لورنت كليرت، 50 عاماً) لا يبدو دائماً غير مكترث فقط، بل يجن جنونه من إفراط زوجته (الممثلة ماريا كاديناس، 34 عاماً) بالنظافة، فيعمد إلى رش سفرة الطعام بالغبار عناداً، فتبدأ الزوجة بالصراخ والعصبية، ثم يتشاجران ويلطمان بعضهما بعضاً وسط قهقهة وضحكات من الجمهور تكسر حاجز الصمت الذي يسود المكان. حرص الزوجة النحيفة التي ظهرت بفستان أزرق قصير منقط، ليس فقط ما يثير حنق الزوج فقط، بل أيضاً مشيتها البطيئة المستفزة التي تشبه مشي البط، وحينما حاول لطمها تعرقل بخيوط نسيج على أرضية الغرفة، فما كان من الزوجة إلا أن قلبته على رأسه مرات عدة لتخليصه من تشابك الخيوط على رغم محاولته ضربها. وعرضت المسرحية هرب الزوجة بأوجاعها فطرياً إلى الزوج، فحين أحضرت «طنجرة» الطعام الحمراء وهي تغلي بين يديها، لم تحتمل الحرارة فقذفتها في حضنه فما كان منه إلا أن قذف «الطنجرة» بعيداً لعدم تحمله حرارتها وانهال على زوجته بالضرب، وكأن لحظات المصالحة والضرب من بديهيات الحياة الزوجية. كما كان الهاتف الأسود القديم «أبوقرص» سبباً في تعكير صفو حياتهما، إذ أحياناً يتصالحان بعد كل مشاجرة، ويشغلان المذياع الكبير على صوت الموسيقى، ويبدآن لحظات الصفاء وفجأة يرن التليفون، ما يطرد السعادة بينهما، فتعلق الزوجة بحزام زوجها وهو الآخر يعلق مرة أخرى في خيوط النسيج وبفشل كلاهما بالرد على المكالمة. والجيران أيضاً كانوا حاضرين ب«دورهم السلبي» و«إزعاجهم» الزوجين، فهم أثاروا حنقهما عندما بدؤوا يدقون الجدران ليلاً، إلا أنهما قبل أن يدخلا في نوبة صريخ لصد الإزعاج، حتى يقف الزوج بملابسه الداخلية على طاولة السفرة بعد أن يضع فوقها كرسياً لاستطلاع مصدر الإزعاج، ويتبين له أنه من عند الجيران فيتفق مع زوجته على الصراخ عليهم ليتوقفوا. ويعود الغضب إلى الداخل بعدما توجه لفترة إلى الخارج، إذ ضاقت الزوجة ذرعاً بالصحيفة التي يحملق بها زوجها طوال العرض، فتغافله وتخبأها في درج الطاولة، إلا أنه بحث عنها في كل مكان حتى وجدها فما كان من الزوجة إلا أن خطفتها ومزقتها فرد بلطمها على وجهها. هنا ينقلب المشهد، إذ يشعر الزوج بوجع اللطمة التي سببها لزوجته فيعتذر منها ثم يبدأ بجمع قطع الصحيفة ويركب الصور والحروف بطريقة متعبة. إلا أن الزوجة لم يكفها الاعتذار، فتتظاهر بأنها تنفض فراش السفرة من الغبار ما جعل قطع الصحيفة تتناثر مجدداً، وينهال الزوج عليها ضرباً وركلاً من جديد. حطم الزوج الطاولة وتناثرت قطعها الخشبية ولا شعورياً ضربها بخشبة الطاولة ما أدخلها في غيبوبة، فأخذ يبكي ويولول بجوارها ظناً منه أنها ماتت، ثم تفيق من غيبوبتها لتجده حزيناً فتضمه ويبدآن بترتيب الأثاث مرة أخرى.