بعد نحو 3 أشهر من إصدار الهيئة العامة للطيران المدني أول رخصة طيار رياضي للكابتن محمد القرني من نادي «سما الغربية» التابع للاتحاد السعودي للرياضات الجوية، قررت «الهيئة العامة للطيران المدني» إيقاف كل أنشطة أندية الطيران الرياضي وما يتبعها في جميع أنحاء المملكة، إلى حين استيفائها المتطلبات النظامية والانتهاء من الترخيص الخاص بمزاولتها. واستندت الهيئة حسبما أوضحت في بيانٍ نشرته وكالة الأنباء السعودية أول من أمس، في قرارها إلى المادة 199 المنظمة للمرحلة الانتقالية، لاستيفاء المتطلبات النظامية لكل الأنشطة والخدمات المتعلقة بالطيران المدني، والمعتمدة من لوائح الهيئة ذات العلاقة بسلامة الطيران، إضافة إلى الفقرة 199 (CC) من الجزء 199 الخاصة بأندية الطيران التي تنص على وجوب استيفاء أندية الطيران للجزء 149 من اللوائح، في مدة اقصاها 12 شهراً من تاريخ بدء تطبيق اللوائح في 1 آذار (مارس) 2016. وتعد الرياضات الجوية من الأنواع الجديدة أصبحت تلقى رواجاً وإقبالاً كبيرين في الفترة الأخيرة، واكتسبت شهرة واسعة بين هواة الطيران في السعودية، خصوصاً التحليق في «الطائرات الرياضية»، وذلك لمتعة الطيران فيها لمسافات طويلة وملاءمتها أجواء المملكة. وسرعان ما تحولت هذه الهواية إلى رياضة يمارسها عدد من المحترفين، وتنظم لها بطولات محلية وخليجية وعالمية ولها قوانينها المنظمة، وموقعها بين منظومة الاتحادات الرياضية الأخرى. ويعد نادي «سما الغربية» للطيران، المعتمد من الاتحاد السعودي للرياضات الجوية في محافظة جدة، رافداً مهماً للسير بالرياضات الجوية في المملكة نحو العالمية، إذ أُنشأ النادي الذي يجمع هواة ومحبي الطيران الرياضي في بداية العام 2011، من خلال نادي الطيران السعودي، وبدعم مباشر من الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية. وأكد المدير العام للنادي الكابتن عبد الله السلماني في تصريح سابق ل«واس»، أن النادي تمكن من تنفيذ أكثر من 3500 ساعة طيران من تدريب ورحلات تعريفية تجوب سماء مدينة جدة العام الماضي. وعد السلماني رياضة الطيران «فروسية العصر»، ومن التجارب المثيرة التي تجعل الشباب ينخرطون في مجالات الطيران وتغير نمط حياتهم، وتشعرهم بالحرية الكبيرة، لأنها تجربة غير مألوفة لدى الكثير من البشر، متوقعاً أن تلعب الرياضات الجوية خلال السنوات المقبلة «دوراً كبيراً في دعم المقومات السياحية، خصوصاً مع انتشارها ووصولها إلى مختلف المناطق السياحية والأثرية». وأشار إلى أن الفئات العمرية المستهدفة في هذه الهوايات من عمر 16 عاماً وأكثر، ويتم إصدار عضويات ورخص للطيران الرياضي الخفيف أو الشراعي في مختلف أنواعه تحت إشراف الهيئة العامة للطيران المدني. وتمكن «سما الغربية» في العام 2014 من تخريج حوالى 55 طياراً، و30 طياراً على طائرات «مايكرو» و20 على الطيران الشراعي، ويقدم النادي دورات تدريبية من خلال مدربين سعوديين جرى تدريبهم وتأهيلهم علي أيدي خبرات أجنبية للراغبين في ممارسة هذا النوع من الطيران، وتستغرق عملية التدريب على طائرات «جايرو» من أسبوعين إلى شهر، على أن لا تزيد ساعات الطيران المقررة للشخص الواحد على 75 ساعة في الشهر. ولعل أكثر التجارب السعودية في رياضة الطيران لفتاً للأنظار، الطفل السعودي علي المهدي، الذي يُعد أحد أصغر طياري العالم، وحصل على رخصة الطيران في عمر لم يتجاوز ال11 عاماً من إحدى المدارس التابعة لنادي الطيران السعودي، وبتصريح من هيئة الطيران المدني السعودي. وذكرت «الحياة» في تقرير نشرته العام 2014، أن المهدي بدأ ممارسة هوايته وتدريبه وهو في سن العاشرة، وأكمل 50 ساعة طيران، ونفذ المناورات والحركات الجوية من خلال طائرة رياضية خفيفة من نوع «جايرو كوبتر» (Auto Gyro) ألمانية الصنع، والتي تقل راكبين فقط، إذ ساهمت ممارسة والده هذه الرياضة في زيادة شغفه وحبه لها، إضافة إلى تشجيع والده ودعمه إياه، حتى أتقن الطيران وأصبح ينافس ممارسي هذا النوع من الطائرات، فيما أكد علي أنه يطمح إلى امتلاك طائرة خاصة به، وسرعان ما لحقت به شقيقته ريماس، قبل أن تكمل عامها السادس. وتعد الطائرات الرياضية الخفيفة «جايرو كوبتر» الأكثر أماناً مقارنة مع مثيلاتها، واكتشفت من قبل الإسباني خوان دي لا سيرفا العام 1919، وأقلعت بنجاح في كانون الثاني (يناير) 1923 من مدريد. وتعتمد الطائرة في الإقلاع على دوار كالمروحية، في حين تستخدم المروحية محرك إضافة إلى قوى ديناميكية هوائية لتدير الدوار، ويقوم المحرك بتشغيل مروحة لتأمين الدفع الأمامي ل«جايرو كوبتر» أو «أوتو جايرو»، إضافة إلى تسميات أخرى. يذكر أن الطائرات الرياضية تستخدم في أمور عدة أخرى، مثل الرش الزراعي بالمبيدات ومكافحة الآفات، وتلقيح النخيل، إلى جانب التصوير الجوي للمشاريع الإنشائية والعمرانية.