شهدت الحرف اليدوية التي تشتهر بها الأحساء المقامة على هامش مهرجان تمور الأحساء 2017 أخيراً تفاعلاً كبيراً، خصوصاً البشت الأحسائي الذي لاقى، استحساناً كبيراً من الزوار، إذ يعد تحفة فنية في عالم التطريز، عجزت عنها آلات الحياكة والتطريز كافة، لما له من مزايا كثيرة تجعله يتفرد في عالم الأزياء التراثية. ويتمسك الحِرفي ناصر الحمد في أحد أركان سوق قيصرية الأحساء المبدعة، ضمن فعاليات مهرجان تسويق تمور الأحساء 2017، بالإبرة والخيط الزري الذهبي، ليحيك البشت أو المشلح الأحسائي، متحدياً كل الآلات الحديثة والتطريز التقني، ليجسد بذلك عراقة التاريح والتراث في الأحساء. ويقول ل«الحياة»: «إذا مررت بالأحساء فعليك بالتمر الخلاص، وفخار جبل القارة، والبشت الأحسائي، إذ إن ما ذكر من أهم ما يميز طابع المدينة عن غيرها، كما أن صناعة البشت الأحسائي اشتهرت وتميزت بجودتها ونوعيتها التي ميزتها عن بقية الصناعات المحلية والعربية والأجنبية، من خلال حياكتها المنفردة بجودة التراث العربي السعودي». وأشار إلى أن حياكته تبدأ بعملية الترسيم بحسب المقاسات، تليها عملية السراجة، لتوضع البطانة في ما بعد، ثم السموط، وبعد ذلك يتم تركيب الطوق العلوي، ثم تأتي مرحلة حشو الزخرفة، وبعدها التركيب السفلي للداير، ثم البروج وهي الأكثر كلفة تصنيعاً، نتيجة ارتفاع أسعار المواد المستخدمة فيها، وكذلك وجوب الدقة الشديدة في تركيبها، وبعد إنجاز البروج، يتم تركيب الزري نقشة أخيرة، مبيناً أن الزري خيوط حريرية مستوردة تتخذ عادة لوني الذهب والفضة، لتأتي «البردخة» في المرحلة الأخيرة، إذ يوضع الزري المخاط على قطعة خشب، ليتم طرقه بمطارق خاصة لصقله. إلى ذلك، سجل المهرجان حضور نحو 25 ألف زائر منذ انطلاقه قبل أربعة أيام، وسط توقعات بتضاعف العدد خلال الأيام المقبلة، فيما شهد المهرجان حضوراً كبيراً للوفود من داخل المملكة وخارجها خلال الأيام الأربعة الماضية منها: الوفد البحريني والعماني والآسيوي والكندي والأميركي، إذ عبّروا عن إعجابهم الكبير بالمهرجان، فيما شهد ركن التمور التحويلية نشاطاً كبيراً في المبيعات، من خلال الطلب على التمور المحشية باللوز، والكاجو، والمكسرات، والمعمول. وشهد ركن سوق القيصرية للحرف عروضاً مسرحية منها: «ليلة عمر» من تأليف سلطان النوه، وإخراج شهاب الشهاب، و«نخيل الإبداع» من تأليف سلطان النوه، وإخراج محمد الحمد، و«فن التجارة» من تأليف وإخراج شهاب الشهاب، إذ إن الأول يتحدث عن مصاريف الزواج المبالغ فيها، ودخول الزوج السجن ليلة زواجه، فيما يتحدث الثاني عن النخيل، وكيفية الاستفادة منها بالاستثمار كمنتجات التمور التحويلية، أما العرض الثالث يتحدث عن فن التجارة بين تاجرين. كما تضمن المهرجان معرضاً لفرقة عبير الأحساء للفنون التشكيلية قدمت ورشاً فنية، فيما مثلت الفنانة التشكيلية سمر الدوسري قصة العشق بينها وبين طبيعة الأحساء برسمة للنخلة، لتعبّر فيها عن عشقها العميق للأحساء، إضافة إلى تقديم طوسم» «أنا أحب الأحساء»، إذ خصص للزوار بهدف التقاط الصور التذكارية للمهرجان. بدورها، أكدت مشرفة الفعاليات النسائية في المهرجان نوير الزلفاوي أهمية المسرح لدى الأطفال، إذ يساعدهم في التعرف على نخيل وتمور الأحساء بصورة أسرع، مشيرة إلى أن الفعاليات اليومية تتضمن عروضاً توعوية تربوية هادفة لأمانة الأحساء، ومن أهمها تقديم مسابقات للتعريف بالتمور، من خلال برنامج (طاسة وقرطاسة)، وهو مسابقة إلكترونية ثقافية توعوية. وشمل المهرجان عروضاً فنية شعبية قدمتها فرق فولكلورية شعبية في المسرح الخارجي، ضمت ألواناً فنية متعددة منها: لون الفريسة، والتي تعرّف بأنها رقصة تؤدى في الاحتفالات الوطنية والمناسبات، وتعتمد على إيقاع الفن العاشوري، ويميزها مجسم على شكل فرس يثبت على كتفي رجل يجيد الرقص بالفريسة، ويقابله رجل آخر ملثم ويتبادلان الرقص معاً.