ينخرط نحو خمسة آلاف شاب وشابة من أبناء محافظة رابغ والمراكز والقرى التابعة لها في سوق العمل قريباً، بعد أن تلقوا التأهيل والتدريب في برنامج «طموح»، الذي دعا إليه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل قبل نحو ثمانية أعوام. وقال المتحدث باسم إمارة منطقة مكةالمكرمة سلطان الدوسري: «خلال زيارة الأمير خالد الفيصل لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ العام الماضي، شهدت المدينة بحضوره تخريج أول دفعة من أبناء رابغ، الذين بلغ عددهم نحو 1000 متدرب ومتدربة، ممن تلقوا التدريب والتأهيل في برنامج طموح، الذي تنفذه مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، لينخرطوا في سوق العمل بمرافق الميناء»، لافتاً إلى أن الدفعة الجديدة يبلغ عددها نحو خمسة آلاف شاب وشابة من أبناء المحافظة. واستعرض تاريخ البرنامج وميلاد فكرته، التي بدأت بنواة فكرة، بهدف تدريب أبناء «رابغ»، إذ تشكّلت هذه الفكرة في 1430ه، إبان زيارة أمير منطقة مكةالمكرمة لرابغ، ليوجّه المجلس المحلي بأن يستفيد أبناء المحافظة من وجود مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والميناء، وأن تتخطى هذه المنشآت الأسوار، وتنقل تجربتها لأبناء المحافظة بتدريبهم وتوظيفهم، ليكونوا سواعد فاعلة تبني الوطن، وتسهم في نهضته والارتقاء به. وأضاف: «أعقب تلك الخطوة عقد اجتماعات عدة في الإمارة، بحضور مسؤولين من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وشركة بترورابغ، وعددٍ من الشركات الكبرى، هدفت إلى تحقيق حلم أمير المنطقة، وتحويله لعمل ملموس يعود بالنفع على أبناء المحافظة والمراكز والقرى والهجر التابعة لها، ويحقق في الوقت عينه التنمية والبناء». ولفت إلى أن ورش العمل والاجتماعات آتت ثمارها مبكراً، إذ حظي مجموعة من شبان وفتيات المحافظة بفرصة التدريب، ليتم بعد ذلك توظيفهم في الشركات ومرافق الميناء المختلفة، مشيراً إلى أن المتدربين والمتدربات تم إعدادهم وتأهيلهم، من خلال خطوات مدروسة ومكثفة، خضعوا خلالها لدورات في الحاسب الآلي، واللغة الإنكليزية، ومهارات التواصل، منوهاً إلى أنهم بعد التخرج يخضعون لثلاثة مسارات. وأوضح أن المسارات تتمثل بتشكيل المدينة الاقتصادية جسراً بين الكوادر الشابة والشركات العاملة في المدينة، من خلال توفير قاعدة بيانات، ونقطة اتصال دائمة بين الطرفين، والمسار الثاني، يختص باستكمال الدراسة الأكاديمية، وفق اتفاق خاص مع جامعة الملك عبدالعزيز، فيما يهيئ المسار الثالث الفرصة لشباب ريادة الأعمال الراغبين في إنشاء مشاريعهم الخاصة، من خلال دعوة أبرز الجهات الممولة وشرح آلية التمويل. ويعد برنامج «طموح»، الذي أطلقته المدينة الاقتصادية بدعم من أمير منطقة مكةالمكرمة، واحداً من البرامج المهمة في إطار تكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص، لخدمة أبناء وبنات الوطن في المنطقة، كما أنه إحدى المبادرات الاجتماعية التي تسهم في تحقيق استراتيجية المنطقة المبنية على بناء الإنسان وتنمية المكان، كونه يهدف إلى تدريب الشباب وتطوير مهاراتهم المعرفية والمهنية، كما يقدم محتوى متكاملاً لاكتساب مهارات احترافية وتنافسية تؤهل أبناء وبنات الوطن للدخول إلى مجالات مختلفة في سوق العمل. كما يعد واحداً من أهم برامج التنمية المستدامة، التي تتبعها استراتيجية المدينة الاقتصادية، إلى جانب توفير بيئة مثالية للعمل والسكن، الأمر الذي يعزز توجهها للإسهام في بناء مجتمع سعودي متقدم، تتوافر فيه مواصفات الحياة العصرية، إذ خصص «طموح» للشباب السعودي من الفئة العمرية بين 17 - 25 عاماً، لينضموا لخطة تدريبية متكاملة ومكثفة تستمر أربعة أشهر، وذلك لتعلم اللغة الإنكليزية، وتقنية المعلومات، إضافة إلى منهج خاص بإدارة الأعمال، وإنشاء المشاريع الصغيرة، إذ يتبع «البرنامج» أسلوباً حديثاً في التدريب بالدمج بين الدراسة النظرية والنشاطات العملية المختلفة. يذكر أن مرحلة التسجيل شهدت إقبالاً كبيراً من الشباب السعودي، إذ تم تسجيل أربعة آلاف متقدم ومتقدمة، تلا ذلك تشكيل لجان متخصصة لإجراء المقابلات الشخصية لكل المتقدمين والمتقدمات، اعتمدت على قياس مدى الالتزام والجدية لديهم.