تتوجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم (السبت) الى العاصمة التركية غداة اجتماعها مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن، وذلك على أمل دعم العلاقات التجارية الثنائية قبل خروجها من الاتحاد الأوروبي. ويُتوقّع أن تلتقي ماي كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيرها بن علي يلديريم، ما يشكّل تمايزاً عن مسؤولين أوروبيين آخرين يتخذون موقفاً حذراً ازاء تركيا بعد حملة التطهير واسعة النطاق التي شهدتها إثر الانقلاب الفاشل في 15 تموز (يوليو) الماضي. وترى تركيا، التي تقدمت بطلب رسمي للانضمام الى الاتحاد الأوروبي في ثمانينات القرن الماضي، في بريطانيا حليفاً قوياً، لكن الاستفتاء حول خروج الأخيرة من الاتحاد في حزيران (يونيو) الماضي حرمها من هذا الدعم، ولذلك يسعى البلدان الى إعطاء زخم جديد للعلاقات بينهما خارج إطار الاتحاد الأوروبي. وبما ان ماي تريد خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة، فهي تسعى الى اتفاقات تجارية معززة مع شركاء غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي. ووعدت ماي بتفعيل قبل نهاية آذار (مارس) المادة 50 في "معاهدة لشبونة" التي تتيح بدء مفاوضات الخروج والتي أصدرت المحكمة العلى قبل أيام قراراً يلزمها بمشاورة البرلمان لتفعليها. وأشارت وزارة الخارجية التركية الى ان التبادلات التجارية الثنائية بين البلدين تجاوزت 16 بليون دولار (حوالى 15 بليون يورو) في العام 2015. وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون دعا خلال زيارة الى تركيا في أيلول (سبتمبر) الماضي الى تعزيز العلاقات التجارية والى توقيع «اتفاق ضخم للتبادل الحر». وفي الجانب التركي، تضررت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد محاولة الانقلاب واعتراض بروكسل على حملات التطهير التي تلته. في المقابل، ترى تركيا ان الاتحاد الأوروبي لم يبد تضامناً كافياً معها، لكن الناطقة باسم ماي أكدت ان «لا مواضيع محرمة» للتباحث بالنسبة الى رئيسة الحكومة البريطانية، مضيفةً أن «هناك مواضيع... علينا البحث بشأنها مع تركيا». وفي بريطانيا، دعا بعض النواب ماي الى عدم ترك رغبتها في توقيع اتفاقات تجارية تطغى على القلق الذي تثيره مسألة احترام حقوق الإنسان في تركيا. وكتبت النائب الليبرالية الديموقراطية سارة اولني في صحيفة «الغارديان» ان «حكومة البريكزيت المحافظة مستعدة لأي شيء بهدف توقيع اتفاقات تجارية مع دول غير الأنظمة الديموقراطية في الاتحاد الأوروبي الى درجة انها ستحاول استمالة حتى أسوا القادة». ودعت منظمة «بي اي ان» الدولية، التي تضم كتاباً يدافعون عن حرية التعبير، ماي الى إثارة «الانتهاكات الخطرة» التي تُرتكب برأي المنظمة في ظل حال الطوارئ المعلنة في تركيا منذ الانقلاب الفاشل.