توارى إنجاز رجال الأمن السعوديين في كشف الطرود المفخخة. صار المطلوب السعودي على قائمة ال85 إبراهيم عسيري، هو عنوان السعودية في نشرات الأخبار. عاودت مطارات الغرب تفتيش السعوديين في شكل مقصود ومستفِز. السعودية هي التي منعت وقوع الانفجار، لكنها لم تسلم من الأذى والأذية. أصبحت طرود صنعاء مناسبة لاستعادة صورة نمطية ظالمة عن السعوديين، اعتقدنا بأن الغرب تجاوزها. خلط ابراهيم عسيري الأوراق وسرق إنجاز البلد، والمؤسف أن الإعلام الغربي جعله ملصق دعاية ضد شعب بأكمله. افرض أن كل الأخبار التي قيلت عن ابراهيم عسيري صحيحة. هو الذي صنع عبوة الأحذية التي كشفت في مطار صنعاء، والمتفجرات التي حملها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، والقنبلة التي حملها شقيق ابراهيم، الانتحاري عبدالله عسيري خلال محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف... وأن العسيري ابراهيم هو «مدير عام» التفخيخ في تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب، بل ان جميع خبراء التفخيخ في تنظيم «القاعدة» سعوديون، ودرسوا الكيمياء في الجامعات السعودية، هل يبرر ذلك منطق التعميم؟ الإعلام الغربي توقف عند صانع العبوة، وغيّب اسم من أبطل مفعولها. استعذب الفرضيات، وتجاهل أو قلل من أهمية الجانب الأكبر من الصورة. نسي الإعلام الغربي أن أجهزة الاستخبارات والأمن الغربية عاودت نومها السابق، وهو كان عميقاً بكل مقاييس النوم، في المقابل لم يتحدث على نحو منصف وكافٍ، عن المتيقظ، عن أبطال الحرب على الطرود. لم يشر بوضوح الى انهم سعوديون، بينهم شباب كثر من عسير، وأن يقظة رجال الأمن السعوديين هي التي جعلت قضية الطرود مجرد خبر مثير. والأسوأ من التجاهل والتعميم، اعتبار ما فعلته السعودية نوعاً من التكفير عن ذنب سابق. لا نستطيع أن ننكر ان هناك سعوديين فاعلون في تنظيم «القاعدة»، ولن ننسى ان 15 شاباً من ال 19 الذين فجّروا برجي نيويورك، يحملون الجنسية السعودية. لكن هؤلاء ليسوا كل السعوديين، وآن أوان تصحيح الصورة. لا بد أن يعرف الشعب الأميركي ان هناك شباناً سعوديين أوقفوا تنفيذ جريمة الطرود، وأن تيار إبطال مفعول طرود الإرهاب والتطرف هو التيار الغالب... هو البلد.