طرحت المملكة العربية السعودية مبادرات كثيرة لإنهاء الخلافات العربية – العربية، بدءاً من مؤتمر الطائف عام 1989، مروراً بالمبادرة العربية للسلام عام 2002، والمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية في مكةالمكرمة عام 2007، وصولاً إلى دعوة الفرقاء العراقيين إلى الرياض اليوم. تحركت الرياض في كل الاتجاهات لوقف التصدعات العربية – العربية. فتحركت باتجاه الصومال. مدت يدها للأشقاء في السودان. ساندت دول الصمود والتصدي بالمال والسلاح والرجال، لما دخلت الغالبية في عملية السلام، طرحت المملكة على القمة العربية ببيروت في آذار (مارس) 2002 مبادرة السلام العربية التي تبناها المجتمعون، وهي المبادرة التي أحرجت إسرائيل ووضعت المملكة في مرمى نيران المزايدين. بالأمس دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو يرى العراق معلقاً على محراب المواقف الشخصية، الفرقاء في العراق إلى اللقاء في الرياض بعد موسم الحج للوصول إلى حل لقضية الحكومة، بإشراف جامعة الدول العربية. وأكد السياسي والمفكر العراقي عضو القائمة «العراقية» حسن العلوي أن استجابة اللبنانيين لحضور مؤتمر الطائف وإنهاء الحرب الأهلية لن تتكرر مع العراقيين، وقال ل «الحياة» بعد صدور دعوة خادم الحرمين الشريفين: «مع قرابتي النفسية والسياسية والاجتماعية من مبادرة كريمة من ملك كريم لإطفاء نار الفتنة وحل إشكالات العراق، فإن واقع الحال العراقي يبدو كأنه يكتب أمامي أن استجابة الفرقاء المعنيين بالصراع في العراق قد لا تكون إيجابية». وأضاف: «هناك مبررات عدة جاهزة للرفض ولو سألتني عن أحد هذه المبررات لقلت لا: إنه يتعلق بالتكوين النفسي والاجتماعي الذي يستحوذ على ميراث طويل من سياسات العراقيين التي تختلف بالتأكيد عن التكوين النفسي والسياسي اللبناني الذي شكل سابقة طيبة في استجابة لقمع الفتنة من خلال توافد فرقاء لبنان إلى الطائف وتوقيعهم اتفاق الصلح». وشدد العلوي على ان بعض فرقاء العراق «سيسارعون إلى عقد اجتماع لمجلس النواب وتسمية رئيس الوزراء على مبدأ الغالبية السياسية رداً على هذه المبادرة»، وزاد: «هذا لا يمنع بعض الفرقاء من إصدار تصريحات ترحيبية بالمبادرة غير أن علينا أن نفرق بين الترحيب الشفوي والاستجابة العملية». ولفت إلى أن قائمته رحبت بالمبادرة وأن هناك نواباً مستقلين رحّبوا بها وهم على استعداد للتوجه إلى الرياض.