تأمل منظمات مهتمة بالشؤون الثقافية والمهن اليدوية بأن يساهم مهرجان «الأشقاء» في بغداد في تسليط الضوء على أهمية التراث المحلي لعدد من الدول المشاركة، بالاعتماد على التمويل الذاتي من منظمات وهواة وحرفيين وفي غياب دعم وزارة الثقافة العراقية. انطلق مهرجان «الأشقاء» السابع للحرف والهوايات بمشاركة فنانين وحرفيين ومهتمين من سورية والإمارات ومصر ولبنان وتركيا وإيران. وأقيمت فعالياته التي شملت عروضاً تراثية وفولكلورية وحرفية في قاعات المحطة العالمية للسكك الحديد في قلب بغداد. وقال رئيس اللجنة العليا للمهرجان هلال العبيدي ان «المهرجان يعد أكبر تظاهرة ثقافية فنية في العراق منذ عام 2003، بحسب النقاد الذين حضروا». وشملت العروض النقش على الجلد والخشب والسيراميك، إضافة الى الشعر والخطابة والمسرح والأغاني الريفية. وأشار العبيدي الى ان وزارة الثقافة العراقية قدمت الدعم المعنوي فقط من خلال حضور المستشار حامد الراوي. وأضاف: «كان الدعم ذاتياً من المشاركين والهواة ومنظمات المجتمع المدني، بالإضافة الى الدوائر السياحية، وبغياب الجهة الداعمة فإن اللجنة التحضيرية التابعة للمهرجان قلصت المشاركات والفعاليات». واحتفى المهرجان بآلة الربابة المشهورة في بادية العراق والمنطقة، فيما كانت للمقام العراقي حصة كبيرة في حفلة الافتتاح. والرَبَابَة من الآلات الموسيقية التراثية القديمة، وهي ذات وتر واحد تصنع من أدوات بسيطة مثل خشب الاشجار وجلد الماعز او الغزال. وتسمى احياناً ب «الجوزة». وشاركت في المهرجان الذي تنتهي فاعلياته اليوم، فرق فنية وحرفية من عدد من المحافظات العراقية التي حاولت اظهار تراث المدن. وطالب العبيدي الحكومة العراقية ب «دعم مثل هذه المهرجانات لإبراز التراث العراقي وربط المنظومة التراثية والفولكلورية في كل المنطقة، فضلاً عن إمكانات الجذب السياحي لمثل هذه الفعاليات».