نادت المستشارة التربوية والأسرية الدكتورة سلمى سيبيه، بإنشاء وزارة خاصة بشؤون الأسرة، تضطلع بالعمل على التوعية الأسرية كافة، وترفع من أهمية تنمية مواهب أبناء المجتمع من الموهوبين والموهوبات. و عللت صاحبة الاقتراح الدكتورة سلمى سبب مناداتها بهذه «الوزارة» لوجود نسبة كبيرة من الأمهات والنساء وأولياء الأمور غير ذوي حظوة من التعليم والفهم والإدراك، إذ إنه ما زالت نسبة غير قليلة تعاني من أمية القراءة والكتابة فضلاً عن الإلكترونية في غالبية مناطق المملكة، وفي ظل هذه الظروف قد يكون لدى الأسرة ابن أو ابنة لديه موهبة ما فلا يجدون من يلتفت إلى تنميتها. وقالت سيبيه: «الدور الذي أرى للوزارة المقترحة أداءه في هذا الجانب التركيز على توعية الأمهات، وتنمية حس رعاية الأبناء لديهن، كما أرى أن يكون لها دور أكبر في تنمية درجة موهبة الذكاء لدى الطفل، لا سيما قبل دخوله المدرسة، إذ يجب على الأم عند ملاحظتها بزوغ علامات موهبة ما لدى طفلها أن تبادر بتنميتها بالطريقة المناسبة وبالأسلوب الأمثل، بحيث لا تثقل عليه في التعليم الأكاديمي على حساب حاجاته من النوم واللعب وغير ذلك، كي لا تتحول إلى نتائج سالبة وعكسية تضر الطفل وتؤثر على موهبته». من جهته، أوضح المستشار الإعلامي والكاتب والناقد الصحافي الدكتور صالح بن عبدالرحمن الورثان في حديثه إلى «الحياة» أن الإطار الذي يتحدث الناس فيه عن دعم الموهوبين لا يتعدى ما يوصف بالاجتهادات لبعض الدوائر المعنية بدعم الموهوبين والعناية بتطوير قدراتهم وملكاتهم. وأضاف الورثان: «غالباً ما يكون الموهوبون من فئة متميزة بحاجة إلى عناية ودعم خاص، واهتمام علمي مبرمج، لكن الاتكالية على جهات بعينها أوجدت فجوة كبيرة بين الهدف من دعم الموهوبين وبين الجهات التي يفترض أن تبادر بها أصلاً للاضطلاع بهذا الدور جنباً إلى جنب مع الجهات الرسمية التي تبنت هذا الدور ولم تقصر في واجبها، بيد أن اليد الواحدة لا تصفق». وزاد: «على نحو هذا القياس نصل إلى أن عملية دعم الموهوبين ورعايتهم تتطلب جهداً علمياً مخلصاً تقوم عليه الأكاديميات العليا المتخصصة بالتنسيق مع جهات المجتمع المدني كافة الفاعلة لإعطاء الموهوبين حقهم من المعاضدة في الوجهين المعنوي والمادي، كما يجب على المؤسسات والقطاع الخاص الاضطلاع بذات الدور وأن لا تتخلى عنه أو تكتفي بدور المتفرج». وفي حال تطابق آراء ما ذهب إليه المختصون في جانب الأسرة ورعاية الموهبين، أثبتت تجربة الطالبة بالصف الثالث من المرحلة المتوسطة داليا عمر مكوار ( 15 عاماً) الدور المتعاظم في رعاية موهبة الناشئة، إذ كان لرعاية والديها لموهبتها الباكرة الدور البارز في نموها وتطورها من مرحلة البدء إلى الانطلاق بها نحو الرحب الخارجي والمنافسات الدولية. وقالت ل «الحياة»: «أحببت الرسم منذ صغري إلا أني لم أمارسه ممارسة جادة إلا منذ ثلاث سنوات، أما بخصوص رسم الكاريكاتير فقد أخذت هذه الموهبة عن والدي الذي كانت لديه الكثير من الرسومات، وكنت استشف منه هذه الموهبة». وأضافت: «كما كانت لمعلماتي في المدرسة خصوصاً معلمة التربية الفنية دور كبير في تشجيعي وصقل مواهبي، ومن ذلك أتاحت الفرصة لي بالمشاركة في مسابقة رسم عن فلسطين تم تنظيمها على مستوى مدارس جدة، وقد شاركت بلوحة عن القدس، وبعد المعرض أرسلت لي دعوات للمشاركة في فعاليات أخرى منها دعوة من إحدى المدارس بعد أن نالت أعمالي إعجاب القائمين على المسابقة، إضافة إلى معرض للفنون بجانب لوحات جميلة جداً ورائعة رسمتها بريشتي ما زلت أحتفظ بها»، متمنية المشاركة في معارض دولية في المستقبل القريب.