نقل الكرملين التباين في المواقف مع طهران الى العلن، في موقف مفاجئ، قبل يومين فقط على انطلاق المحادثات السورية – السورية في آستانة، مخفضاً في الوقت ذاته، سقف التوقعات فيها بعدما أعلن أن «تعدد اللاعبين يعقد أكثر إمكانات التوصل الى اتفاقات». واعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن موقف إيران الرافض المشاركة الأميركية في محادثات آستانة «يساهم في تعقيد الموقف»، لافتاً الى أهمية الدور الأميركي وصعوبة التوصل الى تسوية من دون مشاركة واشنطن. وقال في حديث الى «بي بي سي»، أن «طهران تعد لاعباً مهماً في التسوية السورية، لكن الموقف المعارض للمشاركة الأميركية يزيد من تعقيد الموقف». ووصف التطورات بأنها «لعبة حذرة للغاية» لأن «تسوية المشكلة السورية في شكل بناء مستحيلة في معزل عن مشاركة الولاياتالمتحدة»، موضحاً: «رفض الإيرانيون مشاركة واشنطن في آستانة، ذلك بعد أن وجه الجانب الروسي الدعوة إلى واشنطن لحضور هذه المفاوضات، وهذا ما أكده وزير خارجيتنا سيرغي لافروف». وأشار الى أن «هذه النقطة أثارت نوعاً من الخلاف في وجهات النظر بين موسكووطهران»، مشدداً على أن «صعوبة الوضع على المسار السوري بلغت حداً يحول دون تحقيق الانسجام الكامل بين مواقف الأطراف المعنية، الأمر الذي يقلل من احتمال إبرام صفقات الحل نظراً الى تعدد الأطراف المنخرطة في هذه العملية». وكان لافروف تجنّب التعليق على الخلاف الروسي - الإيراني حول هذه النقطة، واكتفى بتأكيد توجيه الدعوة الى الجانب الأميركي والإعراب عن أمل موسكو بأن تتمكن الإدارة الأميركية الجديدة من إرسال وفد على مستوى الخبراء الى آستانة، وبأن يشكل اللقاء فرصة أولى للجانبين الروسي والأميركي لمناقشة آفاق التعاون في ملف مكافحة الإرهاب والتسوية السورية. في الوقت ذاته، كان لافتاً تجنّب موسكو التعليق على الموقف التركي الجديد حول عدم إصرار أنقرة على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وقال ديبلوماسي روسي ل»الحياة»، أن موقف أنقرة «لم يكن مفاجئاً»، وأن هذا الموضوع تم التطرق إليه في المحادثات الروسية – التركية، واتفق الجانبان على أن موضوع دور الرئيس الأسد خلال المرحلة الانتقالية وما بعدها يجب أن يترك للحوار بين الأطراف السورية في إطار مسار التسوية.