رام الله (الضفة الغربية) - رويترز - أسدل الستار على الموسم الثاني لمهرجان مسرح المضطهدين الدولي في رام الله بعد تقديمه 45 عرضاً لسبع فرق فلسطينية وأجنبية تحت شعار «ارفع صوتك... طالب بحقك». وقالت المديرة الفنية للمهرجان الذي نظمه مسرح عشتار ايمان عون: «نهدي الدورة الثانية للمهرجان الى روح اوجستو بوال صاحب الشعلة المنيرة والحوار المضيء الذي رحل مطلع الشهر الجاري بعدما كان قد شاركنا في حفلة الافتتاح برسالة مسجلة». ورحل بوال (78 سنة) مؤسس مسرح المضطهدين بعد 30 سنة من العمل على تطوير ادوات هذا المسرح وأساليبه. وحملت نشرة خاصة عنوانها «كلنا مسرح» أصدرت في ختام المهرجان الذي انطلق من القدس في 18 من الشهر الماضي، صوراً لبوال وسيرته الذاتية، وجاء فيها: «نظراً لرغبته في اضفاء الطابع الانساني على التعامل البشري وبناء جسور ما بين شواطئ متعارضة الاتجاه والحفاظ على الحق الطبيعي للانسان للعيش بحرية وكسر الحصار عنه، حاول بوال توظيف كامل طاقاته الفنية في وضع تقنيات مسرحية جديدة تسلط الضوء على قضايا الاضطهاد». ويتميز مسرح المضطهدين باشراك الجمهور في العروض المسرحية من خلال تقديمهم الحلول للمشاكل التي يطرحها العرض والتي عادة ما تكون من الحياة اليومية للمجتمعات سواء تعلق ذلك بالتمييز بين المرأة والرجل او الاغنياء والفقراء او البيض والسود اضافة الى قضايا المخدرات وغيرها. وتضمنت حفلة الافتتاح تقديم العرض المسرحي «حكاية سعيد المسعود» لمسرح عشتار التي تبحث عن حلول تساهم في الحد من انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات في المجتمع الفلسطيني من خلال حكاية طالب مدرسة يعيش في بيت قديم وسط عائلة مكونة من تسعة افراد تعاني من اوضاع مالية صعبة يفصل من المدرسة ليصبح فريسة سهلة لتجار الموت الذين يجدون له عملاً في بيع المخدرات. وتتناول المسرحية التي أخرجتها ايمان عون وكتب نصها وضاح زقطان ويشارك اربعة ممثلين في تقديمها، جوانب اخرى من حياة سكان القدس، وما يتعرضون له من إغراءات لبيع منازلهم والضرائب التي عليهم دفعها، وكيف تغض السلطات الاسرائيلية الطرف عن تجار المخدرات الذين يعملون في المدينة. كما قدمت في حفلة الختام الذي شاركت فيها المطربة سناء موسى برفقة شقيقها محمد عازف العود، مجموعة من الاغاني الوطنية الفلسطينية. وقدم أيضاً مقطع من مسرحية «يوم من الماضي... يوم من المستقبل». وقال مدير المهرجان ادوار معلم: «حصلنا على موافقة مبدئية للبدء في مشروع يستمر ثلاث سنوات لتدريب فرق وانتاج مسرحيات بأسلوب مسرح المضطهدين في مصر والاردن واليمن ونأمل بأن يكون مهرجاننا المقبل بمشاركة فرق عربية». وأضاف: «ما ميز عروض مهرجان هذه الدورة هو مشاركة أوسع للفرق العالمية التي قدمت ثقافاتها للجمهور الفلسطيني الذي تفاعل معها كثيراً، فهناك العديد من القضايا المشتركة للشعب الفلسطيني الذي يعاني القمع والاضطهاد وما قدمته فرق من جنوب افريقيا والبوسنة والهرسك والبرتغال والمانيا والسويد والنروج». ورأى معلم ان هناك نجاحاً «في اطلاع الفرق المشاركة التي يزور عدد منها الاراضي الفلسطينية للمرة الاولى على حقيقة الاوضاع في الاراضي الفلسطيني التي يقطع اوصالها الجدار والحواجز العسكرية وعلى رغم ذلك هناك حياة ثقافية وفنية فيها».