للحدّ من تغير المناخ، يجب أن تنخفض إنبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في شكل كبير من نحو 7 أطنان للشخص الواحد في السنة حالياً إلى طن واحد في المستقبل. وأطلقت في أيلول (سبتمبر) الماضي تجربة فريدة من نوعها، والتي من خلالها سيحاول زوجان مع أطفالهما الصغار تحقيق مستوى إنبعاثات يبلغ طناً واحداً والعيش حياة عادية في الوقت عينه. وقد بادرت إلى مشروع «حياة بمعدل طن واحد» ثلاث شركات سويدية هي: A-hus وVattenfall وفولفو للسيارات. تخيل العيش في منزل متكيّف مع المناخ مزود بخلايا شمسية على السطح تُستخدم لشحن السيارة الكهربائية المتوقفة في الممر. وستعاين ذلك على الطبيعة أسرة مختارة ستضطلع بدور رئيس في هذا المشروع. وأوضح توربغورن والبرغ، المدير العام لشركة تزويد الطاقة Vattenfall شمال أوروبا أنه «من خلال الدراية الوافية والتكنولوجيا المناسبة والموقف الثابت، نعتقد أنه من الممكن الاقتراب من الهدف المتمثل في طن واحد – ومن دون تقديم أي تضحيات كبيرة بأسلوب الحياة العادية». ولفتت رولا بيروتي، مديرة التسويق لدى فولفو للسيارات الشرق الأوسط إلى أن «التكنولوجيا التي ستستخدمتها هذه العائلة موجودة مسبقاً، فهذه ليست تجربة في الحقيقة، وإنما هي تطبيق لما يمكن القيام به مع التكنولوجيات الحالية». وسيشارك خبراء من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا من أجل ضمان حسابات موثوقة لإنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون للأسرة. وسيتضمن المشروع ثلاثة عناصر رئيسة هي: - منزل اقتصادي في استهلاك الطاقة شيّده خبراء المنازل الخشبية لدى A-hus تماشياً مع خطط وضعها المهندس غيرت وينغارد. - مركبة Volvo C30 DRIVe Electric تعمل ببطارية تشحن باستخدام الطاقة المتجددة. - ستزوّد شركة Vattenfall المنزل بتكنولوجيا ذكية جديدة لقياس استهلاك الأسرة من الكهرباء في الوقت الحقيقي، وستوفر الخبرات حول كيفية استخدام العائلة للطاقة بالطريقة الأكثر كفاءة، فضلاً عن تكنولوجيا الخلايا الشمسية التي طوّرتها شركة تابعة وستورّد طاقة الرياح والطاقة المائية الكهربائية المتجددة عبر شبكة التيار الكهربائي. ويبنى حالياً المنزل في منطقة هاسيبلي فيلاستاد غرب العاصمة السويدية استوكهولم، ويُبحث الآن عن عائلة لتنتقل للعيش فيه مدة ستة أشهر بدءاً من مطلع عام 2011. ويرى أولي أكسيلسون، نائب رئيس الشؤون العامة في فولفو أن التاريخ «يزخر بأمثلة على كيفية التغلب على العقبات التي كانت تعتبر مستحيلة الحلّ، وذلك بفضل الابتكار والإرادة الإنسانية. ومع ذلك، فلا يمكن لأي صناعة أو منظمة أن تتصدى لتحديات تغير المناخ من تلقاء ذاتها. ومن هنا تأتي أهمية شراكتنا في مشروع «حياة بمعدل طن واحد»، إذ تساعدنا على التقدّم من المنتجات الفردية المعتمدة على ثاني أوكسيد الكربون إلى نمط حياة مدروس ومتكيف مع المناخ في الشكل الأمثل».