وثّق سفرته بطريقة مميزة ومشوقة ومسلية لكل من يشاهدها، إذ شارك تفاصيلها ومغامراته والأحداث الصغيرة والكبيرة مع أصدقائه ومتابعيه في مواقع التواصل الاجتماعي، فحرص على أن ينقل الأحداث بطابع مختلف وجذاب للمشاهدين ليس كما نرى دائماً من صور المطاعم والأسواق والمتاحف والشوارع التي يشاركونا إياها بعض أصدقائنا المسافرين، إلا أن عمران القريويتي (16 عاماً) صور فيلماً قصيراً بعنوان «رحلتي إلى شمال باكستان»، ونشره عبر «يوتيوب» وشاركه أصدقاؤه وجميع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فنقل لهم أدق التفاصيل الصغيرة الجميلة التي لا نعيرها أي انتباه، وثقافة الشعب الباكستاني وبعض من عاداته وتقاليده وعفويته وبساطته ولاسيما براءة الأطفال ولعبهم في الشوارع وكل مكان، وجانب آخر من مناظر الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها المنطقة لوحة فنية مرسومة وسماؤها الزرقاء الصافية، وغيرها من المناظر التي أسهمت في تغيير الصورة الذهنية عن باكستان لدى الكثير من متابعي الفيلم، فحضي بتفاعل كبير عبر تفعيله لوسم «عيش الاختلاف»، وعدد مشاهدات مرتفع والكثير من الأسئلة والاستفسارات حول المنطقة التي زارها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». يرى عمران أن معنى السفر بالنسبة إليه هو الذهاب إلى دولة طابع حياتها وبيئتها وثقافتها مختلفة عن حياتنا وروتيننا الذي اعتدنا عليه، فيقول: «كانت سفرتي إلى باكستان اختيار موفق فذهبت تحديداً إلى شمال باكستان منطقة قلقت بلتستان فكانت مختلفة من جميع النواحي، فتعرفت على أشخاص جدد وكونت علاقات معهم كما تعرفت على عاداتهم ولغتهم والأهم من ذلك تأملي للمناظر الطبيعية في كل مكان، وبديع خلقة الله فرأيت الكثير». وكان هدف عمران الأساسي من سفرته زيارة بعض أقاربه، إلا أنه ذهل بالمنطقة وانتهز الفرصة واستغلها بأمر يفيده ويفيد غيره بتصوير الفيلم ومشاركته مع الآخرين: «مارست هوايتي وشغفي في تصوير مقاطع الفيديو، إذ استغليت كل لحظة لأصور مقاطع جميلة ومنوعة من كل أرجاء المنطقة». ويضيف إن الممتع في الأمر هو أنها كانت المرة الأولى بالنسبة له أن يقوم بتوثيق رحلة وتصويرها كلها: «اعتبرته تحدياً ممتعاً لي فكيف يمكنني أن أخرج فيديو قصير يوثق جميع الأجواء والأحداث والمغامرات طوال أيام الرحلة، وفي الوقت نفسه يكون لها هدف يفيد المشاهدين ويفيدني أيضاً». أعجب عمران بتعاون وطيبة قلوب أهل القرية، إذ كان الجميع من دون استثناء يقدم له المساعدة بكل حب وسعادة أثناء تصويره للفيلم، يقول: «كانت التجربة أسهل مما توقعت، وأكثر من رائعة فخور بنفسي وإنجازي وسأجعلها نقطة انطلاقة لأفلامي، وسأحاول في المستقبل عدم حصر أفلامي على توثيق الرحلات، إذ سأسعى لتصوير أي فيلم هادف ومفيد». ومن الأفكار التي طبقها وعاشها ولم يتوقع أن يستمتع بها لهذه الدرجة في سفرته، هي عزلته عن مواقع التواصل الاجتماعي لمدة شهر ونصف الشهر: «كنت متردد في تنفيذ الفكرة إلا أنني أقنعت نفسي بأهمية استغلال اللحظات وكفاية انغماسي بالتنقل بين البرامج طوال أيام السنة، وكانت فكرة مريحة من بعدها قمت بمراجعة نفسي وبعيداً عن الروتين الذي اعتدت عليه وتوفر الوقت الكافي لديك». ولم ينس عمران فعلاً أموراً جديدة لم يسبق له فعلها وتجربتها، يذكر: «فعلت أموراً لم أكن أتوقع أن أقم بها كحلب البقرة وتسلق الجبل والصعود على قمته وغيرها من الأمور التي أكسبتني الخبرة وحب الاستكشاف». ويرى بأن مقاطع الفيديو والأفلام من أقوى الوسائل المؤثرة على مشاهديها على المدى البعيد وحتى القصير فكثير من الأشخاص يتابعون الأفلام ويتأثرون بها نفسياً وسلوكياً. وينصح المصورين باستغلال مواهبهم وتنميتها: «لابد لكل مصور أن يطور من تصويره وينتج أفلاماً تفيد المجتمع بكل خير ومنفعة فخصوصاً في وقتنا هذا أصبح الجميع يتابع البرامج والأفلام القصيرة من خلال أجهزتهم الذكية في أي مكان وزمان»، وفي الأخير يشكر عمران كل من دعمه وشجعه حتى لو بتعليق بسيط أسعده.