أكد منفذ الاعتداء على الملهى الليلي في اسطنبول ليل رأس السنة خلال استجوابه أنه نفذ العملية التي اسفرت عن 39 قتيلاً بأوامر مباشرة من الرقة، معقل تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية، بحسب تقارير إعلامية تركية نشرت اليوم. ونقلت صحيفة «حرييت» وقناة «سي ان ان ترك» مقتطفات من عملية استجوابه أوضح فيها انه كان يفترض أولاً أن يستهدف ميدان تقسيم في وسط اسطنبول والذي يعج بالسياح لكنه قام بتغيير خطته بسبب الاجراءات الأمنية المشددة. وقال منفذ الاعتداء عبد القادر مشاريبوف: «حين كنت في كونيا، تلقيت تعليمات من الرقة. تلقيت أوامر بتنفيذ هجوم في تقسيم ليل رأس السنة». وذكر بانه انتقل الى اسطنبول في 16 كانون الأول (ديسمبر) وتوجه إلى ميدان تقسيم في المدينة للقيام بعملية استشكاف والتقط فيها صوراً أرسلها الى اشخاص في الرقة. ويظهره شريط فيديو بثته وسائل الإعلام التركية وهو يصور نفسه في ميدان تقسيم في تاريخ لم يحدد. وأضاف: «توجهت إلى ميدان تقسيم ليل رأس السنة لكن الإجراءات الأمنية كانت كبيرة. ولم يكن من الممكن أن انفذ هجوماً فعاودت الاتصال بالشخص الذي أصدر الأوامر لي». وبعدما تلقى تعليمات بإيجاد هدف آخر في المنطقة استقل سيارة أجرة وجال على طول الساحل ورصد ملهى «رينا» الليلي الذي كان «هدفاً مناسباً لشن هجوم. للوهلة الأولى لم يكن هناك تدابير أمنية مشددة». وتابع الاوزبكي في الاستجواب القول للشرطة انه «ابلغ الشخص الذي اصدر اليه الاوامر بالوضع» في ساحة تقسيم مضيفاً بحسب صحيفة «حرييت» ان الشخص المعني «وافق وطلب منه تنفيذ الهجوم في ملهى رينا». وبعد الحصول على موافقة جهادي لم تعرف هويته في سورية، قال المشتبه به انه استقل سيارة اجرة الى حي زيتون بورنو حيث اخذ سلاحه من المنزل وعاد لمهاجمة الملهى. وبعد منتصف الليل اقتحم مدخل الملهى وقتل شرطياً كان يتولى الحراسة ودخل الى القاعة حيث فتح النار على الناس ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً بينهم العديد من الأجانب. واعتقلت السلطات التركية ليل الاثنين - الثلثاء مشاريبوف (34 عاماً) الذي امضى 17 يوماً فاراً بعد الهجوم. واوقفت كذلك رجلاً عراقياً وثلاث نساء من مصر والسنغال والصومال. وتعرف مسؤولون عليه على انه المواطن الاوزبكي الذي تلقى تدريبا في افغانستان وقالوا انه اعترف بتنفيذ الهجوم وان بصماته تطابقت مع بصمات المهاجم في مكان الهجوم. وقال الرجل للشرطة انه دخل الى تركيا عبر ايران في كانون الثاني (يناير) 2016 وانتقل للاقامة في مدينة كونيا وسط البلاد بحسب ما اوردت صحيفة «حرييت». واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان اعتقال الاوزبكي بعد اكثر من اسبوعين على وقوع الهجوم «يدل الى اي حد الشرطة التركية قوية ونافذة». وأعلن وزير العدل التركي بكير بوزداغ ان السلطات استخدمت كل الوسائل المتاحة من كاميرات الى معلومات رقمية لكي تلاحق المسلح، وذلك في تصريحات اوردتها وكالة انباء «الاناضول». وعبر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش عن امله في ان يؤدي اعتقال الرجل الى كشف حقيقة القوى التي تقف وراءه. وتساءل: «من هي القوة الحقيقية التي تقف وراء الهجوم التي وجهت المعتدي او المعتدين؟ نأمل الان في كشف كل الحقائق». واوقفت الشرطة التركية الاربعاء 27 شخصاً يشتبه في انتمائهم الى تنظيم «الدولة الاسلامية» وفي صلاتهم بالمهاجم في بورصة (شمال غربي) وكذلك 29 آخرين واودعوا السجن على ذمة التحقيق كما ذكرت وكالة انباء «الاناضول». ويعتقد ان المشتبه بهم لهم علاقة بالهجوم على ملهى «رينا» بحسب ما اضافت الوكالة.