«الحياة»، رويترز، أ ف ب - ظهر أمس تباين بين موسكو وطهران إزاء دعوة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى مفاوضات آستانة بالتزامن مع خلاف بين دمشق وفصائل معارضة حول شكل المفاوضات ومضمونها، وسط تركيز المعارضة على ضرورة تثبيت وقف النار وتعميمه إلى كل الأراضي السورية. وواصل الطيران السوري غاراته على وادي بردى بالتزامن مع معارك عنيفة بين القوات النظامية وفصائل معارضة قرب دمشق، بالتزامن مع إرسال دمشق تعزيزات إلى دير الزور بعد تعرض قواتها إلى انتكاسة. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الوجود العسكري الروسي «ليس فقط ساعد السلطات الشرعية على دحر الخطر المباشر، بل بعد تحرير حلب يمكننا القول إننا حافظنا على سورية العلمانية ذات السيادة كما نص قرار مجلس الأمن» 2254، وإنه لولا تدخل الجيش الروسي لسقطت دمشق خلال أسبوعين أو ثلاثة «في أيدي الإرهابيين». ولفت إلى أن الهدف الأساسي لمفاوضات آستانة هو تعزيز وقف النار والانتقال إلى «عملية سياسية بمشاركة القوى الفاعلة والمؤثرة فعلاً على الأرض»، مشيراً إلى أهمية توجيه الدعوة لحضور ممثلي الأممالمتحدة والإدارة الأميركية الجديدة. وأضاف: «نأمل في أن تتمكن الإدارة الأميركية الجديدة من قبول هذه الدعوة، وفي أن يكون لخبرائها تمثيل على أي مستوى مناسب»، لافتاً إلى الأهمية الخاصة لهذا الحضور، لأن «ذلك سيشكل أول اتصال رسمي بين موسكو والإدارة الأميركية الجديدة وسيفتح الطريق لزيادة فاعلية محاربة الإرهاب في سورية». لكن وكالة «تسنيم» للأنباء نقلت عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قوله إن إيران تعارض مشاركة الولاياتالمتحدة. ورداً على سؤال حول موقف إيران من المشاركة الأميركية، قال ظريف: «لم نوجه الدعوة إليهم ونعارض وجودهم». وأجرى لافروف اتصالاً هاتفياً بنظيره الإيراني مساء الإثنين، للبحث في مفاوضات آستانة، في حين بحث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في اتصال هاتفي مماثل مع أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، «آخر التطورات السياسية والأمنية والعسكرية في سورية بعد استقرار وقف إطلاق النار». واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن قبول المعارضة السورية المشاركة في آستانة «خطوة أولى ناجحة». وتابع أن المفاوضات ستتيح لهذه المجموعات السورية المعارضة «أن تتفق مع الحكومة السورية على الخطوات الأولى. وإذا نجح ذلك يتعين الاستمرار، وإيران تريد ان يستمر وقف النار وأن تتواصل المفاوضات، وأن تتواصل الحرب على داعش وجبهة النصرة، وأن تتوصل سورية إلى استقرار وسلام يفتح الباب أمام انتخابات حقيقية». ويذهب وفدا الحكومة والمعارضة إلى آستانة الإثنين المقبل في ظل خلاف جذري حول جدول الأعمال وهدف المفاوضات، إذ تصر دمشق على بحث حل سياسي «شامل» للنزاع، فيما تؤكد الفصائل أن النقاش سيقتصر حصراً على تثبيت الهدنة. وعلى صعيد الشكل، يرأس محمد علوش، القيادي في «جيش الإسلام» وفد المعارضة، فيما ترسل دمشق وفداً «مماثلاً للوفد الذي ذهب سابقاً إلى جنيف»، وفق صحيفة «الوطن»، ويضم شخصيات عسكرية وقانونية برئاسة سفير سورية في الأممالمتحدة بشار الجعفري. ميدانياً، اشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى إن «القوات النظامية استقدمت تعزيزات عسكرية جواً إلى مطار دير الزور ودعت سكان المدينة إلى المشاركة في القتال على الجبهات الرئيسية ضد داعش، على رغم أن بعضهم لم يخضع لأي تدريبات عسكرية». وأفاد «المرصد» بأن «معارك متقطعة تدور بين القوات النظامية وداعش في دير الزور، تتزامن مع شن الطيران الروسي والسوري غارات على مواقع التنظيم».