قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده تدخلت عسكرياً في سورية في لحظة حاسمة وأنقذت دمشق التي كانت «على بعد أسبوعين من الوقوع في قبضة الإرهابيين»، مؤكداً أن تؤدي مفاوضات آستانة في 23 الشهر الجاري إلى «عملية سياسية بمشاركة القوى الفاعلة على الأرض». وشدد خلال لقاء مع الصحافيين أوجز فيه حصيلة السياسة الروسية في العام 2016 على أن الوجود العسكري الروسي «ليس فقط ساعد السلطات الشرعية على دحر الخطر المباشر، بل بعد تحرير حلب يمكننا القول إننا حافظنا على سورية العلمانية ذات السيادة كما نص قرار مجلس الأمن» 2254. ولفت لافروف إلى أن الهدف الأساسي للمفاوضات السورية المرتقبة في آستانة تعزيز نظام وقف النار والانتقال إلى «عملية سياسية بمشاركة القوى الفاعلة والمؤثرة فعلاً على الأرض»، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة دعت في جولات الحوار السابقة «ممثلين عن أطراف سياسية يعيشون في غالبيتهم خارج أراضي سورية والآن يمكننا القول بثقة إن القادة الميدانيين الذين يملكون تأثيراً على الأرض سيكون لهم إسهام أساسي في مناقشة كل ملفات التسوية»، مؤكداً أن «مشاركة هؤلاء القادة الميدانيين في العملية السياسية يجب أن تكون كاملة، بما في ذلك دورهم في صياغة الدستور الجديد وملامح المرحلة الانتقالية سيكونون شركاء كاملين في أي مفاوضات مقبلة». وشدد على أن «ما كان ينقص المفاوضات السورية حتى الآن، هو مشاركة أولئك الذين يؤثرون فعلاً على الوضع الميداني». واعتبر أن الحكومة السورية قامت ب «خطوة كبيرة إلى الأمام» عندما وقعت مع قادة فصائل عسكرية اتفاق الهدنة، وقال إن روسيا وتركيا «طرحتا مبادرة لإشراك أولئك الذين يحملون السلاح ما فتح الطريق أمام توقيع الحكومة السورية على اتفاقيات في هذا الشأن مع القادة الميدانيين للجزء الرئيسي من المعارضة المسلحة، فتمكنا من تحقيق خطوة مهمة جداً إلى الأمام». لكنه أشار في الوقت ذاته، إلى أن الحوارات لن تقتصر على الأطراف التي وقعت في 29 كانون الأول (ديسمبر) الماضي اتفاق وقف النار، بل «تشمل كل الأطراف والقوى الراغبة في الانضمام إلى الهدنة والمشاركة في العملية السياسية، وتلقينا طلبات في هذا الشأن من عدد من مجموعات المعارضة المسلحة». ولفت لافروف إلى أهمية توجيه الدعوة لحضور مفاوضات آستانة إلى ممثلي الأممالمتحدة والإدارة الأميركية الجديدة. وأضاف: «نأمل في تتمكن الإدارة الأميركية الجديدة من قبول هذه الدعوة، وفي أن يكون لخبرائها تمثيل على أي مستوى مناسب بالنسبة إليهم»، لافتاً إلى الأهمية الخاصة لهذا الحضور لأن «ذلك سيشكل أول اتصال رسمي بين موسكو والإدارة الأميركية الجديدة وسيفتح الطريق لزيادة فعالية محاربة الإرهاب في سورية». وذكر لافروف أن روسيا والولايات المتحدة أسستا وترأستا «المجموعة الدولية لدعم سورية» وأن «هذه المجموعة لم يعلن أي طرف حلها وثمة إمكانية واقعية لتفعيل الآليات التابعة لها، نظراً لكون الإدارة الأميركية الجديدة أعلنت عزمها على محاربة الإرهاب بصورة جادة». وجدد لافروف اتهام الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها بأنها «حاولت استخدام تنظيمي «داعش» و «النصرة» لإطاحة (نظام الرئيس بشار) الأسد، وأنها تعمدت عرقلة جهود التقدم في مكافحة الإرهاب». وقال إن النشاط الأميركي العسكري في سورية والعراق ضد مواقع تنظيم «داعش» لم يشهد نشاطاً ملموساً إلا بعد التدخل العسكري الروسي في سورية. في جنيف، قال فيتالي نومكين المستشار الروسي للمبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إنه ما زال يعتبر مفاوضات جنيف مجدية. وقال للصحافيين: «أنا واثق أن يوم الثامن من شباط (فبراير) ستجرى محادثات في جنيف وعملية التركيز على إيجاد حل سياسي ستستمر».