قال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي في كييف أمس، إن على العالم أن يقف في وجه العدوان الروسي، وحض إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب على أن تكون داعماً قوياً وشريكاً لأوكرانيا. وتوقف بايدن في كييف في طريقه إلى دافوس لحضور «المنتدى الاقتصادي العالمي»، وذلك في آخر زيارة للخارج يقوم بها بايدن كنائب للرئيس. وأراد من زيارته أوكرانيا أن يعكس الاهتمام الخاص الذي حظيت به من إدارة الرئيس باراك أوباما. وقال بايدن للصحافيين فيما وقف إلى جانبه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو: «إنكم تحاربون كلاً من سرطان الفساد وعدوان الكرملين المستمر». وأضاف: «يتعين على المجتمع الدولي أن يقف صفاً واحداً ضد العدوان الروسي». وفي عهد أوباما استثمرت الولاياتالمتحدة بكثافة في مساعدة أوكرانيا على إنجاح انتفاضة بين عامي 2013-2014 أجبرت زعيماً مدعوماً من الكرملين على الفرار وتولى السلطة زعيم معارض موالٍ للغرب. وساهم دعم الولاياتالمتحدةأوكرانيا الذي شمل فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، بسبب ضمها شبه جزيرة القرم ودعم انفصاليين، في تدهور العلاقات الأميركية - الروسية لتبلغ أسوأ مستوياتها منذ الحرب الباردة. وكان بايدن هو من تولى تنفيذ السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا فزار كييف خمس مرات منذ تغير السلطة وأبقى على اتصالات هاتفية دورية مع المسؤولين الأوكرانيين، وقال مازحاً إنه يتصل بهم أكثر مما يتصل بزوجته. إلى ذلك، وصل حوالى 300 جندي من مشاة البحرية الأميركية (مارينز) إلى النروج، للتمركز 6 اشهر في البلد الإسكندينافي العضو في الحلف الأطلسي. وتغضب هذه الخطوة روسيا، خصوصاً انها المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تنتشر فيها قوات أجنبية في النروج. وقلّل مسؤولون من أهمية أي صلة بين العملية ومخاوف الحلف في شأن روسيا، لكن نشر القوات في النروج يتزامن مع إرسال الولاياتالمتحدة آلافاً من الجنود إلى بولندا، لتعزيز دول حليفة في أوروبا الشرقية، قلقة من التمدّد العسكري لموسكو، بعد ضمّها شبه جزيرة القرم ودعمها انفصاليّي شرق أوكرانيا. وستبقى القوات الأميركية في النروج لسنة، فيما ستُبدل الدفعة الحالية من ال «مارينز»، بعد إكمال مهمتها في غضون 6 أشهر. وقال ناطق باسم الحرس الداخلي النروجي ان القوات الأميركية ستتلقّى «تدريباً شتوياً أساسياً، وستتعلّم كيفية التعامل مع الزلاجات والبقاء على قيد الحياة في بيئة القطب الشمالي». وأكد أن الأمر «لا يتعلّق بروسيا أو بالوضع الحالي»، لافتاً الى ان هذه القوات ستشارك في آذار (مارس) المقبل في مناورات تشمل أيضاً القوات البريطانية. وكانت قافلة أميركية ضخمة دخلت بولندا من ألمانيا الخميس الماضي، وضمّت حوالى 3500 جندي و87 دبابة من طراز «أبرامز» وأكثر من 550 آلية مدرعة لنقل الجنود. والقافلة التي اعتُبرت واحدة من أضخم عمليات انتشار القوات الأميركية في أوروبا منذ انهيار السوفياتي ونهاية الحرب الباردة، وصلت الى اوروبا في اطار عملية «اتلانتيك ريزولف» التي قرّرها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، بعدما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. ويهدف وجود هذه الوحدة، بالتناوب في بولندا ودول البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا) وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا، الى تعزيز أمن المنطقة. وستتبعها قريباً اربع وحدات متعدّدة الجنسية تابعة ل «الأطلسي»، في بولندا ودول البلطيق. واعتبر الكرملين الأمر «تهديداً لمصالحنا وأمننا».