دشن أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور مشاري بن سعود مساء أمس الدورة الرابعة من الملتقى الذي ينظمه نادي الباحة الأدبي تحت عنوان «تمثيلات الآخر في الرواية العربية»، بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين من المملكة والوطن العربيوفي حفلة الافتتاح قال الأمير إن استضافة نادي الباحة الأدبي لنخبة من رموز الأدب والثقافة «يمثل مناسبة غالية وسعيدة للمنطقة وأبنائها»، لافتاً إلى أن النادي «يخطو بخطوات واثقة للأخذ بالرواية العربية نحو العالمية، باشراك الآخرين في محاور أدبية من شأنها خدمة الرواية، وإعداد الأطروحات التي تقرب بين المفاهيم والثقافات لخدمة الأدب الإنساني، مع الأخذ في الاعتبار لثوابت الدين والأخلاق». وأكد أن ل «أدبي الباحة» السبق في هذا المضمار، حين يكرس ملتقاها للرواية وقضاياها، «وإنني إذ أبارك لنادي الباحة جهوده الموفقة، لأرجو أن يحمل هذا الملتقى من الآراء والتوصيات ما يعزز مسيرة الرواية في أوساطنا الأدبية، وما يكرس القيم والأخلاق التي تدفع بالعمل الأدبي إلى ما يحقق الصفاء الذهني، ويسمو بالإنسان إلى غايات سامية». فيما أوضح رئيس النادي حسن الزهراني أن العمل في هذا الملتقى «بدأ منذ ما يزيد على ستة أشهر»، لافتاً إلى أنه «تم دعوة أكثر من 60 مثقفاً ومثقفه، مابين أكاديمين وروائيين وإعلاميين»، معبراً عن شكره للمشاركين على تجاوبهم. وقال المدير العام للأندية الأدبية عبدالله الأفندي إن تنظيم ملتقى الرواية للمرة الرابعة على التوالي في نادي الباحة الأدبي، «دليل على أن هذا العمل قد أعد جيداً وتهيأت له أسباب المضي قدماً، من قبل الإخوة رئيس وأعضاء مجلس النادي واللجان الاستشارية العاملة معه»، وتطرق إلى تطلع وزارة الثقافة والإعلام الدائم إلى الأندية الأدبية جميعها، وحثها على إثراء المحيط بأبحاث ودراسات حول أدب وثقافة وأعلام المكان». وأكد أن هذا الحدث يتزامن مع قيام الجمعيات العمومية لجميع أندية المملكة، «لذا فإن وزارة الثقافة والإعلام تتطلع إلى البدء في انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية بعد تشكيل الجمعيات العمومية لجميع الأندية الأدبية، وفق المعايير التي تضمن لها الاستمرار والعطاء والتأسيس لثقافة انتخابية عادلة ومساوية لجميع فئات الأدباء والمثقفين،وفق الضوابط الواردة في اللائحة الأساسية للأندية الأدبية». وأضاف: هنا يجدر بنا التأكيد على أن التعيين الذي قامت به الوزارة في الفترة السابقة، قدم قادة للعمل الثقافي والأدبي في الأندية الأدبية، عملوا بكل جد واجتهاد وبحس ثقافي وأدبي تجاه وطنهم ومجتمعهم، متمثلين الأمانة التي تحملوها وقد أدوا دورهم بكل اقتدار». من جانبه قدم الدكتور حاتم الفطناسي كلمة المشاركين، وقال فيها إن المملكة «تشهد حراكاً ثقافياً قوياً، يتجلى في التشجيعات الممنوحة لأهل الفكر والثقافة والإبداع في شتى المجالات، وفي شبكة النوادي الثقافية الأدبية والمنتشرة في كل مكان، يسعى كل منها إلى تطوير المشهد وتعميق المقاربات وإتاحة المجال للمبدع»، مشيراً إلى أن «ثمة طموح قوي ورغبة نبيلة في أن تكون المملكة، محجاً ثقافياً ومعرفياً للعرب والمسلمين وللعالم أيضاً». وألمح أن موضوع الملتقى «مناقشة مختلف تمثيلات «الآخر» في الرواية العربية بأكثر ما يكون من الرصانة والمرونة والانفتاح، وغلبة المنهج العلمي الأكاديمي». وأضاف أن الموضوع في غاية الإحراج والدقة «يطاول جوهر علاقتنا ب «الآخر» في مختلف تجلياته وفي سؤال الكينونة ذاته، فتحديد الذات وإدراك خصوصياتها وتحديد الأدوار المنوطة بعهدتها في هذا الكون، يتأتى بتحديد علاقتها بغيرها ورصد ممكناتها ومحظوراتها». وزاد الفطناسي: إن أسئلة قديمة جديدة، نطمح إلى تعميق النظر فيها، وتحيين مقارباتنا لها في عصر التبست فيه السبل وادلهمت المسالك، وغامت حدود «الأنوات» والذوات بذريعة العولمة وشعارات القرية الكونية والأدب الكوني، وغيرها من الدعوات التي ظاهرها إبداعي ثقافي مسالم، والمسكوت فيها أخطر وأشق», مشيراً إلى أنه «لن تكون بحوثنا ذات منزع حضاري فقط، بل ستتعدى ذلك إلى المجالات التقنية الإجرائية ضمن ما يسمى اليوم «علم السرديات»، في توازن بل تعالق وتقاطع بين المقاربة السردية للوجود وعلم «السرديات»، وبينهما من الفروق اللطيفة ما يضيق المجال عن تحليله الآن». واختتمت حفلة الافتتاح بكلمة المكرمين ألقاها الشيخ سعد بن عبدالله المليص، وأوضح فيها أن رحلة المثقفين في منطقة الباحة «لتأسيس هذه المؤسسة الثقافية الأدبية، هو امتداد لما أسس من النوادي الأدبية بدءاً من عام 1379ه ببني ظبيان ومدارس المنطقة للطلاب حتى يومنا»، مثمناً بادرة النادي في تكريمهم».