حملت المدير التنفيذي لمركز محمد حسين العمودي للتميز في رعاية سرطان الثدي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سامية العمودي، خطر وجود تزايد في النسب ووجود معوقات تنظيمية لآلية الفحص الباكر ونقص الكوادر الطبية المتخصصة في الأورام بسرطان الثدي، إلى عدم إدراج المرض ضمن الأولويات الصحية في المنطقة العربية، إضافة إلى المعوقات الاجتماعية والثقافية التي تحكم قبول السيدات للفحص. وأشارت في بحث عن وضع سرطان الثدي في المنطقة العربية، إلى أن 54 في المئة من الوفيات في العالم يتسبب فيها السرطان، خصوصاً في المناطق محدودة الموارد. وأرجعت العمودي خفض نسبة تسجيل حالات الإصابة بسرطان الثدي في المنطقة العربية إلى ضعف التسجيل وعدم الاعتماد على العلاج الطبي من البعض، إضافة إلى سفر شريحة لطلب العلاج للخارج. وأفادت بدلالة الدراسات إلى أن هناك عبئاً متزايداً سيواجه المنطقة بهذا الشأن ما لم تتخذ التدابير اللازمة من الآن، مرجعة ذلك إلى حدوث تغيير في التركيبة السكانية، لا فتة إلى أن حوالى 60 في المئة من الشعب السعودي في سن الشباب، ما يجعلهم في الأعوام المقبلة في السن التي تكون عرضة أكثر للإصابة بالسرطان، إلى جانب التغيير في العادات الغذائية والرياضية والتاريخ الإنجابي من حيث تأخر سن الزواج والإنجاب ما يزيد من عوامل الخطر. وتطرقت الدكتورة العمودي في بحثها إلى بعض العوائق التي تعترض الدول العربية في مكافحة سرطان الثدي، مشيرة إلى عدم وجود قاعدة بيانية من المعلومات في كثير من تلك الدول، إلى جانب غياب البحث العلمي المتطور، إضافة إلى ضعف موازنة البحوث العلمية مقارنة بالدول المتقدمة، فضلاً عن عدم وجود مراكز أورام شاملة للخدمات المتكاملة كافة لمريضة سرطان الثدي. ويأتي ضمن أهداف مركز العمودي لسرطان الثدي برفع الوعي بقضية سرطان الثدي عربياً كونها أولوية للنساء العربيات، وذلك من خلال زيارة الدكتورة العمودي الكثير من الدول العربية كاليمن والأردن وسوريا والكويت ومشاركتها في حملات التوعية بسرطان الثدي والتعريف بمشروع التوعية بلغة الإشارة. وفي سياق متصل، دعا نائب عميد كلية طب حضرموت الدكتور أحمد باذيب الدكتورة العمودي لتكون ضيفاً لحفلة تأسيس رابطة سند لمساندة ودعم مريضات السرطان التي ستنفذ اليوم (الأربعاء) في المكلا بحضرموت. وتعتبر رابطة سند أول مجموعة لدعم ومساندة مريضات السرطان منبثقة من مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان، وتعمل على رعاية السيدات المصابات بالسرطان حديثاً وتقدم لهن الدعم العاطفي والاجتماعي. يذكر أن الدكتورة العمودي عندما أصيبت بسرطان الثدي في نيسان (إبريل) 2006 أخذت تدق جرس الإنذار عالياً لكسر حاجز الصمت تجاه الإصابة به وتمكنت من إحداث حراك مجتمعي، إذ انتشرت الحملات التوعوية للخروج من بوتقة التعتيم تلك.