قال وزير خارجية مالطا جورج فيلا اليوم (الجمعة) إن الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة لم تقبل مقترحات من روما تهدف إلى وقف تدفق المهاجرين على إيطاليا وإن الخلافات «واسعة» بين الجانبين بخصوص القضية. وأضاف فيلا الذي ترأس حكومته المجالس الوزارية للاتحاد الأوروبي في الدورة الحالية إنه سيطلع نظراءه في الاتحاد في بروكسيل الاثنين على محادثات مطولة عقدها أمس نيابة عن الاتحاد مع رئيس وزراء ليبيا فايز السراج. ورداً على سؤال في شأن المقترحات غير المعلنة التي قدمتها روما للسراج في مسعى لكبح زيادة متوقعة في عدد المهاجرين بحرا عبر ليبيا على أمل إنقاذهم ونقلهم إلى إيطاليا قال فيلا إن الليبيين يبحثون الأفكار. ورفض الخوض في تفاصيل المقترحات الإيطالية واكتفى بقول إن الهدف هو خفض تدفق المهاجرين. وأوضح فيلا أن «الخلافات بين الجانبين واسعة للغاية... المواقف مختلفة تماماً ... إنها ليست مسألة أموال... إنه نقاش واسع النطاق... الأمر يتعلق بما تعتقد الحكومة الليبية أنه سيكون مقبولاً من الليبيين». ويقول مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد يهدف إلى الاتفاق على موقف مشترك بخصوص ليبيا قريبا لدعم المبادرات الإيطالية. وقالت إيطاليا إن هذا يشمل المساعدة في تأمين حدود ليبيا الجنوبية الصحراوية من مهربي البشر وغير ذلك من أنشطة التهريب. وقالت وزارة الداخلية الإيطالية الأسبوع الماضي بعد زيارة الوزير لطرابلس إنه اتفق مع السراج على تعاون البلدين ضد مهربي البشر وإن روما ستدعم الاستثمار في البلد الغني بالنفط. وتعمل إيطاليا على إعادة فتح سفارتها في ليبيا وتحرص على تفادي موجة جديدة من المهاجرين بعدما استقبلت عدداً قياسياً بلغ 180 ألفاً العام الماضي معظمهم جاء من ليبيا. وكانت روما دفعت في السابق أموالاً لمعمر القذافي لمنع عبور المهاجرين الأفارقة. ومنذ الإطاحة به في 2011 قفزت الأعداد بشدة وتركت الفوضى في ليبيا الأوروبيين يواجهون صعوبة في خفض تدفقات المهاجرين. وأشار فيلا إلى أن الاتحاد يهدف إلى زيادة التمويل والتعاون مع حكومات أفريقية وشرق أوسطية لمواجهة ضغط الهجرة. وقال إنه يعتبر التعاون مع مصر، والتي تقع أيضاً على ممرات عبور المهاجرين، عنصراً مهماً في هذه الاستراتيجية. وأضاف أنه سيدرس فكرة إقامة مراكز يدعمها الاتحاد الأوروبي للتعامل مع طلبات اللجوء في مصر أو دول أخرى للمساعدة في خفض أعداد المهاجرين الذين لقي الآلاف منهم حتفهم العام الماضي. وقال «سأكون مستعداً لمناقشة أي شيء بشكل عملي». وقال فيلاإنه قلق من زيادة المشاركة الروسية في ليبيا في أعقاب دورها في الحرب السورية، واصفاً اتصالات في الآونة الأخيرة لقائد عسكري ليبي مع موسكو بأنها «رقص مع الروس»، وقال «لست مرتاحاً. كلنا نعلم أن الروس كانوا يحلمون دوماً بأن تكون لهم قواعد في البحر المتوسط».