مات حزيناً من الشتاء الشاعر السعودي المعروف مساعد الرشيدي بجناحي الطير، مات في الطريق المظلم المهجور الشعر، رحل بعد كبوة المرض التي اعتبرها المرض كما اعتبرها، من غروب الكلام لشرق أسامينا والحبيب الرشيدي صوته الغالي. كتب الشعر لأنه يحبه ويتنفسه ولم يكتبه قط من أجل الغناء، ولكن مفاتيح قصائد مساعد الرشيدي مدفونة داخل كل صدر وعجز، لن تنساه الحناجر كل ما طرف فؤاد وغني «كل ما جيت أبي أستلهمك وأتوب... ضعت بك ضيعة العطر بثيابك». بصوت عبدالمجيد عبدالله «شربته العيون شوف ولم ترتوي به ولم تمت من العطش»، لم يبقَ لفنان العرب إلا أن يكررها: «يا صدى من غير صوت. ما به حياة من غير موت». لم يغب عن المشهد الثقافي طوال أعوام الشعر، وأحيا العديد من الأمسيات حول الوطن العربي وحضر في المحافل الرسمية بقصائده الوطنية، عاش في أميركا فترة من حياته العملية. وقال لطائر أميركا الذي وقف في شباك منزله كثيراً من الشعر ليصف حنينه إلى السعودية: «أنا ماني بخير وجيت يمي وأنت مانت بخير.. وأنا يا طير في من الهجاد اللي مكفيني». لم يتمنع الرشيدي من التنازل بقصائده للشعراء من دون مقابل ولم يمنع أحداً من أن يتغنى بها، عاش كِفافاً ومات رشيداً صباح (الخميس). له ديوان معروف وهو «سيف العشق» والكتاب الذي اشتهر بروعة قصائده الأكثر من رائعة. وفي لقاء صحافي سئل الأمير بدر بن عبدالمحسن عن أفضل شاعر فذكر أنه مساعد الرشيدي، وكذلك عندما سئل الأمير خالد الفيصل عن السؤال نفسه قال: «مساعد الرشيدي شاعر يعجبني وأقرأ كل جديد له».