اجتمع وزراء خارجية بريطانيا واليونان وتركيا في جنيف أمس لمحاولة التوصل إلى اتفاق أمني لقبرص، بعد تسوية لتوحيد شطريها المقسمين منذ العام 1974 بين القبارصة اليونانيين في الجنوب والقبارصة الأتراك في الشمال. ويزور زعيم القبارصة اليونانيين نيكوس اناستاسياديس، وزعيم القبارصة الأتراك مصطفى أكينجي جنيف منذ أربعة أيام في محاولة للتوصل إلى اتفاق يوحد البلاد في اتحاد فيديرالي من دولتين. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: «أرحب بالشجاعة المتواصلة والالتزام الذي أظهره الجانبان. ومحادثات جنيف توفر فرصة فريدة للجانبين من أجل إيجاد حل، وبريطانيا مستعدة للمساعدة بأي طريقة». وبريطانيا هي القوة الاستعمارية السابقة في قبرص. وعرضت التخلي عن 50 في المئة من الأراضي التي ما زالت تحتفظ بها في قبرص والمعروفة بمناطق السيادة من اجل تسهيل التوصل إلى اتفاق. وتمّ عرض خرائط الدولة القبرصية الفيديرالية المقبلة في اجتماع مغلق عقده وسيط الأممالمتحدة النروجي اسبن بارث ايدي مع زعيمي شطري الجزيرة. لكن ايدي أكد ان «الخرائط لن تكشف علناً، وستنقل الى خزنة وتبقى في عهدة الأممالمتحدة بسبب حساسيتها، ولأنها تمثل مبادرة مهمة جداً وتاريخية باعتبار أن وفوداً قبرصية وضعتها بنفسها». وجمهورية قبرص مقسومة الى شطرين منذ 1974، بعد اجتياح تركيا شمالها في غمرة محاولة انقلاب نفذها قوميون لضم الجزيرة الى اليونان. وأعلن القبارصة الأتراك في الشمال «جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها إلا انقرة، فيما تمارس الجمهورية القبرصية سلطتها على الشطر الجنوبي حيث القبارصة اليونانيون، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004. وأعلن الوسيط الأممي أن موقفي الوفدين في شأن ترسيم خرائط الكيانين المستقبليين ليسا بعيدين الواحد من الآخر «أكثر من واحد في المئة». ويملك القبارصة الأتراك رغم قلة عددهم مقارنة بجيرانهم في الشطر الجنوبي 36 في المئة من مساحة الجزيرة. وتشير وسائل الإعلام القبرصية الى استعداد الطرف اليوناني لمنحهم 28,2 في المئة من مساحة الدولة الموحدة في حين يطالبون بنسبة 29,2 في المئة. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في مؤتمر صحافي عقده بحضور زعيمي القبارصة اليونانيين والأتراك أن المحادثات «بدأت تحقق نتائج مشجعة، لكننا لا نتوقع حلاً سريعاً، إذ هناك حاجة إلى أدوات لتنفيذ تسوية تنهي الصراع الذي استعصى لعقود على جهود الوساطة». وزاد: «هدفنا هو تحقيق النتائج الضرورية، وعمل ما نريده بجدية وفي الوقت اللازم. نواجه حالات كوارث كثيرة، ونحتاج بشدة إلى رمز للأمل. أعتقد بأن قبرص قد تصبح رمزاً للأمل في مطلع 2017».