كد المتحدث الرسمي في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن الطلب على أداء فريضة الحج أكبر من الطاقة الاستيعابية، إذ إن هناك 2.5 مليون مسلم يؤدون هذه الفريضة كل عام من بينهم 700 ألف يسيرون على الإقدام، إلى جانب 75 ألف سيارة تقل البقية من وإلى المشاعر المقدسة خلال فترة زمنية تتراوح ما بين أربعة إلى ستة أيام. وأوضح أن الطاقة الاستيعابية للحرم المكي حوالى 700 ألف مصل يتجمعون حول الكعبة في يوم واحد ما يشكل ضغطاً شديداً على هذه المنطقة، في الوقت الذي تصل فيه سعة الطواف حول الكعبة إلى 53 ألف في جميع المستويات، بينما تبلغ طاقة المسعى 118 ألف شخص، وتبلغ المسافة التي يقطعها الحاج داخل الحرم للطواف والسعي 4.25 كيلو متر. واستعرض اللواء التركي رحلة الحج التي تبدأ من التحرك للحرم ثم إلى منى ومزدلفة، إذ تبلغ المسافة التي يقطعها الحاج 13 كيلو متراً إلى منى و19 كيلو متراً إلى عرفة، ويفضل البعض منهم المشي كل هذه الأوقات التي تشهد تدفقات بشرية كثيفة، إلى جانب مناطق جسر الجمرات وجبل الرحمة، مبيناً أن خدمة هذه الحشود يتطلب الكثير من العمل والجهد من أجل أن يؤدي الحجاج مناسكهم بيسر وسهولة سواء في خطة تفويج الحجاج إلى المشاعر ثم عودتهم، فضلاً عن الحشود المتجهة إلى منطقة رمي الجمرات، إذ تبلغ طاقة رمي الجمرات 300 شخص. ولفت التركي إلى أن هناك الكثير من الحواجز والمعوقات أهمها بطء الحركة التي تعيق أحياناً حركة سيارات الطوارئ إلى جانب أن طرق المشاة مشغولة بكثافة بشرية. وأضاف: «إن الاستراتيجية التي اتبعت بالنسبة لإدارة هذه الحشود بدأت حين تم تحديد نسبة الحجاج القادمين للحج بالنسبة للدول الإسلامية بمعدل شخص واحد من كل ألف، وأن عدد المسلمين الذين يرغبون في أداء هذه الفريضة 1.5 بليون مسلم وهناك ثلاثة ملايين حاج يؤدون الشعيرة ويصلون إلى مكة في وقت واحد ومكان واحد كل عام، وبالتالي تكون هناك كثافة في التجمعات والحشود البشرية التي لابد من خطط متنوعة لتقسيم عدد الحجاج على الوقت المتاح لأداء الفريضة كي تستوعبهم التسهيلات والخدمات والمرافق التي تخدمهم». كما أننا نعمل على تقسيم الحجاج إلى أفواج والأخذ في الاعتبار أن جسر الجمرات متعدد الطوابق والتأكد من عدم وجود تكدس في هذه المناطق. وتابع: «لا نزال نعمل على برنامج لتطوير إدارة هذه الحشود، إذ بدأنا من منطقة الجمرات وسنعمل على تطوير إدارة الحشود في الطواف والسعي ثم بقية المناطق في المشاعر المقدسة».