أجمع عدد من تجار المواشي على أن استمرار ارتفاع أسعار الشعير في السعودية إضافة إلى دخول موسم الحج الذي تزداد فيه الطلبات على المواشي بشكل أكثر سيقفزان بأسعارها إلى أرقام خيالية، والتي ستتجاوز حاجز ال2000 ريال، وتزامناً كذلك مع كثرة الطلب وقلة المعرضوأوضحوا في حديثهم إلى «الحياة» أن قرار وزارة الزراعة أخيراً بالسماح بالاستيراد عن طريق ميناء جيزان سيسهم بشكل جيد في زيادة أعداد المواشي ولكن ستستمر الأسعار في الارتفاع بسبب ارتفاع الشعير وكذلك ارتفاع أسعار المواشي بشكل عام في القرن الأفريقي. وأوضح عضو لجنة المواشي في «غرفة جدة» خالد الحربي أن أسعار المواشي في الفترة الحالية سترتفع بشكل أكبر تزامناً مع دخول موسم الحج، وكذلك كثرة الطلب وقلة العرض، مشيراً إلى أن أسعار الشعير والأعلاف الأخرى لا تزال مرتفعة وهو ما انعكس مباشرة على ارتفاع الأسعار، مشبهاً الشعير بالدولار الذي إذا ارتفع ارتفعت معه جميع المواد وكذلك الشعير بالنسبة إلى مربي وتجار المواشي، إذ إن أي ارتفاع فيه لا بد أن يصاحبه ارتفاع في أسعار المواشي. وقال إن «سعر الشعير لا يزال في حدود ال50 ريالاً للكيس، ولم نجد أي حل لانخفاضه، وهناك طلب كبير على المواشي في هذه الأيام لأن بعض المواطنين يشترون أضحياتهم منذ وقت مبكر». وأشار إلى أن قرار وزارة الزراعة الأخير بالسماح باستيراد المواشي من خلال ميناء جيزان قد يسهم جزئياً في حل مشكلة نقص المواشي خصوصاً من القرن الأفريقي. من جهته، أوضح تاجر المواشي إبراهيم هتان أن أسعار المواشي لن تنخفض مادام أسعار الشعير مرتفعة، إضافة إلى مشكلة البواخر والقرصنة الحاصلة في منطقة الصومال، إذ يكلف نقل المواشي حوالى 12 دولاراً للرأس الواحد، كما أن الأسعار في الصومال والقرن الأفريقي بشكل عام أصبحت مرتفعة. وأوضح أن تأثير ارتفاع أسعار الشعير كبيرة جداً على مربي الماشية لأن الارتفاع كان كبيراً جداً، إذ كان سعر الشعير 14 ريالاً للكيس وارتفع إلى حدود ال50 ريالاً، وهو ارتفاع لا بد أن تتأثر معه أسعار المواشي، كما أن الأعلاف الأخرى من البرسيم والقصب وغيرهما ارتفعت هي الأخرى. وأكد أنه لا يوجد بديل حالياً لاستيراد المواشي غير الصومال على رغم ارتفاع أسعار المواشي فيها، ولكنها تعتبر أقل من أسعار الدول الأخرى في القرن الأفريقي. من جهته، أوضح تاجر المواشي سالم الغانمي أن الارتفاع الحاصل في أسعار الشعير تسبب في زيادة أسعار المواشي، لأن لكل نوع من أنواع الماشية كلفة تدخل من ضمنها أسعار الشعير وتحسب في أسعارها عند البيع، وترتفع أسعار المواشي كلما زادت الكلفة. وأشار إلى أن أسعار المواشي ارتفعت خلال هذه الفترة بنسبة 30 في المئة، وحدثت الارتفاعات بشكل مفاجئ خلال الأيام الماضية، ومع اقتراب موسم الحج وكثرة الطلب في الحصول على الأضحية سترتفع الأسعار إلى أرقام خيالية، إذ قد تتعدى حاجز ال 2000 ريال. أما تاجر المواشي سعيد الغامدي، فطالب وزارتي التجارة والزراعة بالتدخل لتعديل الوضع الحاصل حالياً في أسعار الشعير، والذي يعني استمرار ارتفاع زيادة أسعار المواشي بشكل كبير. وطالب الغامدي الحكومة باستيراد كميات من الشعير، مع توفير مخزون مناسب لضمان الإمدادات الكافية، وكسر الاحتكار واستقرار الأسعار، وألا يتجاوز هامش الربح للموزع أكثر من 4 ريالات لكيس الشعير المحدد وزنه ب50 كيلوغراماً، مؤكداً أن استمرار الارتفاع قد يدفع عدداً من تجار المواشي إلى هجر تجارتهم. وكان وزير الزراعة رئيس مجلس إدارة صوامع الغلال ومطاحن الدقيق الدكتور فهد بالغنيم برأ موردي ومتعهدي الشعير من الارتفاعات المتتالية التي شهدتها كل أسواق الأعلاف العاملة في السوق السعودية، مرجعاً الارتفاعات التي قفزت بسعر كيس العشير إلى 50 ريالاً للأسواق الخارجية. منادياً مربي الماشية بالتخلي تدريجياً عن الاعتماد على سلعة الشعير، موضحاً أن القيمة الغذائية لكيس الأعلاف المركب تعادل قيمة ثلاثة أكياس شعير.