سجلت الجهات الأمنية السعودية نجاحات عدة، بتنفيذ ضربات استباقية، في مواجهة الإرهابيين، ما أدى إلى الإطاحة بالعديد من المطلوبين أمنياً، إضافة إلى إحباط عمليات إرهابية قبل تنفيذها، وخلال السنوات الأخيرة أجهضت الكثير من العمليات الإرهابية المخطط لها قبل حدوثها، إضافة إلى الإطاحة بعناصر التنظيمات الإرهابية، والمطلوبين أمنياً، كان آخرها المواجهة الأمنية المنفذة صباح أمس، التي تمكنت خلالها من القضاء على عنصرين إرهابيين تحصنا في إحدى الفلل السكنية، بحي الياسمين شمال الرياض. وأكد مختصان في الشأن الأمني أهمية الضربات الاستباقية في حرب المملكة وقواتها الأمنية على الإرهاب. وأوضح الباحث المختص في شؤون الجماعات الإرهابية أحمد الموكلي ل«الحياة» أن عملية الياسمين جاءت امتداداً للعمليات الاستباقية، التي تنفذها قوات الأمن السعودي، سواء من حيث التخطيط أم التنفيذ أم العمل الاستخباراتي الذي أدى إلى الوصول إليهم ومحاصرتهم. وأضاف: «أظهرت العملية تميز رجل الأمن السعودي بالشجاعة والإقدام، لذلك لا غرابة حينما نشاهده يندفع نحو الإرهابيين ويقضي عليهم من دون رهبة أو خوف ومن مسدسه على رغم أن الإرهابي مدجج بالسلاح والمتفجرات». وتابع: «عملية الياسمين تحمل رسائل عدة، لعل أبرزها رسالة إلى كل خلايا الإرهاب المختبئة، أنه طال الزمن أو قصر مردكم إلى الهلاك على يد رجال الأمن البواسل، لذلك مازال أمامكم خط رجعة إن أردتم ذلك بتسليم أنفسكم»، وأضاف: «من الرسائل كذلك، أن هذه العملية وغيرها من العمليات السابقة أشعرت المواطن والمقيم في هذا البلد بقدرة رجال الأمن على القضاء على هذه الجماعات المارقة، بأقل الخسائر، فكما أن هناك رجالاً أشاوس على الحدود يذودون عن حمى الوطن، فهناك أمثالهم في الداخل يقومون بواجبهم على أكمل وجه، فأمن الوطن واحد كما هو الإرهاب واحد واجتثاثه مطلب». من جهته، قال الباحث في الشؤون الأمنية والقضايا الفكرية ومكافحة الإرهاب الدكتور محمد الهدلاء ل«الحياة»: «سجلت العملية الأمنية المنفذة صباح أمس، إنجازاً جديداً في سجل الأمن السعودي، بعد أن تمكنت بجاهزية عالية من التوصل إلى وكر اختباء المطلوبين، ما يثبت قدرة الأمن والحزم في التعامل مع تلك الفئة هذا النجاح الأمني الدقيق»، وأضاف: «كشفت هذه العملية الاستباقية وغيرها من العمليات السابقة، تفوق المملكة في مجال الأمن الداخلي، وتفوق العقول الأمنية السعودية في الهجوم الاستباقي وتنفيذ الحرب الوقائية، وهذا يدل على الأداء العالي لرجال الأمن وثقة الدولة والمواطن بقدراتهم على دحر الإرهابيين والتطور النوعي الملموس في جمع المعلومات عن الإرهابيين».