اسفرت محادثات الرئيسين بشار الاسد وهوغو تشافيز في دمشق عن خطوات اضافية كي يكون كل من سورية وفنزويلا بوابة الى منطقة الدولة الاخرى. وتضمن ذلك توقيع ستة اتفاقات ومذكرات تعاون في مجالات عدة، وتأسيس مجلس اقتصادي مشترك، وتسريع اقامة مصفاة نفط مشتركة بطاقة 140 الف برميل يومياً، وتأسيس صندوق للاستثمار. وقال الاسد ان المطلوب من قوى خارجية أن «تعود عقارب الساعة إلى الوراء، ليس فقط في الشرق الأوسط ولا في أميركا الجنوبية بل في العالم كله، لكن هاتين المنطقتين حساستان، خصوصاً أن التطور الذي حصل خلال السنوات القليلة الماضية في منطقتينا هو تحول يسير باتجاه مصلحة الشعوب». وأكد تشافيز ان سورية وفنزويلا تقيمان شبكة من التعاون في جميع المجالات مبنية على «خيوط من الفولاذ»، قائلاً: «لا نقيم علاقات فقط كي نستمر بالحياة وإنما لنسرع سقوط السيطرة الامبريالية ويولد العالم الجديد المتوازن»، مجدداً دعمه سورية في استعادة الجولان المحتل، وقال: «اتمنى أن يأتي اليوم الذي أزور فيه الجولان بعد تحريره». واختتم تشافيز امس ثالث زيارة له لدمشق بعدما عقد مع الاسد ليل الخمس - الجمعة خامس لقاء بينهما، علماً ان الرئيس الاسد زار كراكاس نهاية حزيران (يونيو) الماضي ضمن جولة شملت اربع دول في اميركا الجنوبية. وقال الاسد بعد المحادثات التي استمرت نحو خمس ساعات ان «علاقات البلدين تدعم علاقاتهما بين الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية»، منوهاً بدور تشافيز في أميركا الجنوبية والبحر الكاريبي و«تمتين العلاقات بين هذه الدول من أجل الوصول إلى الاستقرار المبني على ازدهار تلك المنطقة، والازدهار المبني على الاستقلال وعلى رفض التدخل في الشؤون الداخلية لأميركا الجنوبية ودول الكاريبي». وأضاف: «هذا النهج هو احدى النقاط التي تهتم بها سورية لأنها من الأشياء المشتركة بيننا وبين فنزويلا بالنسبة الى أوطاننا ومنطقتينا والأوطان والدول الأخرى المحيطة بنا». وتابع: «من الصعب أن نفصل بين العلاقة الثنائية والعلاقة بين المنطقتين، أي العلاقة الإقليمية، فهناك نوع من التبادل والتكامل بينهما. العلاقة أو الربط بين الجانب الثنائي في هذه العلاقة والجانب الإقليمي، هو ربط طردي وليس عكسياً. والعلاقة مع فنزويلا تدعم علاقة سورية مع الدول المحيطة بها والقريبة منها ودول منطقة الكاريبي وأميركا الجنوبية والعكس صحيح، فكان لا بد من أن نسير بالتوازي في هاتين العلاقتين». وأشار الاسد الى انه تم التوقيع خلال زيارة تشافيز على انضمام سورية ك «عضو مدعو دائم» في التحالف البوليفاري لشعوب اميركا الجنوبية (البا) الذي يربط «العلاقات بين الدول المنضمة وتمكينها على المستوى الرسمي والشعبي بناء على مبادئ الاستقلال والازدهار والتحرر ورفض الهيمنة». وفي الشأن الاقليمي، تناولت المحادثات اوضاع الشرق الاوسط والقمة الثالثة العربية - الأميركية اللاتينية التي ستعقد في بيرو في شباط (فبراير) المقبل وضرورة التحضير لهذه القمة. وأوضح الاسد: «كي ننجح في العلاقة مع أميركا الجنوبية ومنطقة بحر الكاريبي، لا يكفي أن نرى التحولات التي تحصل في تلك المنطقة من بعيد أو من خلال الحكومات التي تعبر بكل تأكيد عن رغبات شعوب أميركا اللاتينية بمزيد من الاستقلال والتحرر من الهيمنة، لكن من خلال التجمعات التي بدأت تنتشر في أميركا اللاتينية، واحدة منها هي منظمة البا التي تعبر عن خط سياسي معين أو تجمع عدداً من الدول، بالإضافة إلى الاقتصاد ونهج سياسي معين. وهناك منظمة ميركوسور التي بدأت أيضاً منذ سنوات قليلة وبدأ بها عدد قليل من الدول في أميركا الجنوبية، وأيضاً تهدف إلى نوع من التعاون الاقتصادي. وهناك منظمة الاوناسور التي تضم كل دول أميركا الجنوبية». وسمع الاسد من تشافيز شرحاً ل «محاولات لزعزعة الاستقرار التي تحصل في أميركا الجنوبية بأدوات مختلفة». وقال الرئيس السوري: «ندين كل هذه المحاولات، وندين أي محاولات مشابهة في أي مكان في العالم. ونعتقد أن المطلوب أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، ليس فقط في الشرق الأوسط ولا في أميركا الجنوبية بل في العالم كله. لكن هاتين المنطقتين حساستان، خصوصاً أن التطور الذي حصل خلال السنوات القليلة الماضية في منطقتينا هو تحول يسير باتجاه مصلحة الشعوب». وقال تشافيز: «يجب أن نسرع في ولادة العالم الجديد ونقويه لأنه عبارة عن طفل وهناك الكثير من الملوك مثل هيرودس الذين يحاولون أن يقطعوا أوصاله وأجنحته ... لكن بمجهود الملايين والقادة كالرئيس الأسد، الشجاع والحكيم والقوي، أنا متأكد أننا سنصل إلى العالم الجديد خلال السنوات القليلة، وسننسى العالم القديم من الإمبراطورية والسيطرة والقمع وسنحقق أحلامنا». وزاد: «هذه زيارتي الثالثة لدمشق، وكنت دائماً أرى الطريق إلى دمشق ولن نغادرها أبداً بعدما وصلناها بقلبنا حيث أحببتها منذ صغري»، مضيفاً: «نعمل على إقامة علاقة تحالف مبنية على الحب لأن شعبينا يحبان بعضيهما والأمور الكبيرة تبنى فقط على أساس المشاعر والروح ... إننا لا نقيم علاقات فقط لكي نستمر بالحياة وإنما لنسرع سقوط السيطرة الامبريالية ولكي يولد العالم الجديد المتوازن». الى ذلك، أفاد بيان رئاسي سوري ان الاسد بحث مع نائب رئيس جنوب افريقيا خاليما موتلانتي في «العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وضرورة النهوض بواقع التعامل الاقتصادي»، مضيفاً ان الاسد نوه ب «مواقف جنوب إفريقيا التاريخية من قضايانا، خصوصاً دعمها لاستعادة الجولان وموقفها من القضية الفلسطينية».