سارت يمن فاروق على خطى والدها الإعلامي المعروف فاروق لقمان وتنقلت بين العديد من الصفحات النسائية في الصحف المحلية اليومية حتى استطاعت صناعة اسم لنفسها في عالم الصحافة النسائية، تصر على تشجيع الأهلي، وتضع دائماً عبارة «حتى في أسوأ الظروف» بعد ذكر انتمائها لهذا النادي، سردت خلال هذا اللقاء تجربتها الصحافية وعلاقتها بالرياضة. فإلى تفاصيل الحوار: كيف كانت بداياتك في الحياة العملية؟ - بدأت كمتعاونة في مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر، قدمت الأخبار والحوارات والتحقيقات الصحافية المصورة إلى المجلة والشرق الأوسط، وعملت في سيدتي فترة من الزمن، ومن منبع ثقافتي الرياضية شاركت في بعض الأعمال المقدمة للشباب والشابات في صحيفة الرياضية قبل أن التحق بصحيفة «الاقتصادية» كمحررة لصفحة يومية هي (للنساء والرجال)، كما قمت أيضاً في ذات الفترة بالتعاون مع والدي في جمع المعلومات للكتاب الذي قام بتأليفه (الناشران – هشام ومحمد علي حافظ)، وذلك من خلال تنقلي في مكاتب الشركة السعودية للأبحاث والنشر في القاهرة ولندن، واستفدت من هذه المرحلة بدراسة تاريخ الصحافة في السعودية ومصر وبريطانيا. هل تؤيدين فكرة ممارسة الطالبات للرياضة ووجود أندية رياضية نسائية؟ - الرياضة مطلب صحي، وكل يوم نقرأ عن الأمراض التي تصيب النساء كهشاشة العظام والأمراض الخبيثة أعاذنا لله والقراء منها، كما أن التدريبات البدنية والمشي مع الحمية تنقص الوزن وتعطي للمرأة الرشاقة المطلوبة التي تعود إيجابياً على نفسيتها، وهذا يتطلب مزاولة الرياضة منذ الصغر بالطبع، وفي ما يتعلق بالأندية النسائية فإذا كانت المرأة ستمارس هواياتها الرياضية المفضلة في ناد يلتزم بحماية المرأة مع ضمان احتشامها فهي لا تضر غيرها بل انها وسيلة ربما تشجع النساء على الالتقاء في أماكن مختلفة بعيداً عن التسكع في الأسواق واللقاءات غير الهادفة إطلاقاً. إذا فتح المجال لحضور المباريات في الملاعب للنساء، هل ستكونين من المساندين لفريقك في الملعب؟ - لا أشعر برغبة في الذهاب إلى الملاعب أو الإستاد الرياضي، لكنني لا أرى مانعاً من السماح للنساء في حضور المباريات وإخراج الطاقات بالتشجيع الهادف، وذلك عبر بوابات خاصة ومواقف سيارات خاصة ومقصورات خاصة أيضاً. أي ناد تشجعين؟ - أشجع النادي الأهلي في جدة منذ طفولتي ولم أغير انتمائي إليه حتى في أسوأ الظروف التي مر بها. كيف تقومين وضع الفريق الأهلاوي في هذا الموسم؟ - بداية الموسم كانت مثالية للأهلي، واستطاع أن يحقق الفريق كأس دورة الخليج للأندية، بعدها أعتقد أن هناك عدداً من اللاعبين شعروا أنهم حققوا هدفهم الكامل في هذا الموسم و «تراخوا» في بقية البطولات والدليل على ذلك أن الفريق خرج من أمام فرق أقل منه من حيث المستوى والأداء بمراحل، مع احترامي لهم. لماذا اخترت مهنة الصحافة؟ - وجدت نفسي وأنا طفلة أحب جمع المقالات والمواضيع وأضع القصاصات في دفاتر مدرسية في غرفة في سطح منزلنا اعتبرتها غرفة الأخبار، كبرت وحب الصحافة يجري في دمي، اقتحمت المجال من دون شعور ووجدت قلمي يكتب المواضيع الصحافية المتنوعة، وشغفي في متابعة الصحف افادني كثيراً في تعلمي المهنة التي لم استطع أن أدرسها أكاديمياً لعدم توافر كلية للإعلام للنساء في الجامعة. ماذا أضاف إليك والدك الإعلامي المعروف فاروق لقمان؟ - لولا الوالد بعد الله تعالى لما لقيت فرصة العمل، فهو دفعني من دون أدنى تردد لاقتحام العمل، ومنحني الفرصة كاملة إلى ممارسة العمل الميداني، وكان يطالبني بالعمل حتى من دون مقابل، فالمال لا يهم الآن لأنك إذا عملتي وأثبتي قدراتك ستجدين من يعرض عليك الوظيفة والراتب تقديراً لما تقدمينه، وبالفعل جاء اليوم الذي وجدت فيه مكاني في عالم الصحافة وسطع اسمي متصدراً الصفحة الأولى من صحيفة الاقتصادية التي أفخر كثيراً أنني عملت بها وأسست وحررت أول صفحة نسائية يومية فيها، ثم قمت بذات الدور عبر صحيفة الرياضي التي يشرفني العمل بها كصحيفة أثبتت قوتها وحققت انتشارها العريض بين الصحف السعودية على رغم عمرها القصير. ما رأيك في انتشار القنوات الفضائية؟ - كنت أتمنى أن يعتني رجال الأعمال بالنوعية قبل بث قنواتهم الفضائية لمجرد الحصول على مصدر دخل بطرق غير لائقة من خلال الأغاني المبتذلة وإثارة الغرائز، الواقع المشاهد أنها تشكل مأساة على الإعلام العربي، فالأمور خرجت عن الحدود التي تعبر عنا كمجتمع عربي وإسلامي، لكن هناك قنوات فضائية راقية تخدم المشاهد من خلال برامج تعالج قضايا اجتماعية وتأسرني قناتان هما اقرأ والرسالة. هل تفكرين في العمل كمذيعة؟ - لا نهائياً، لا أحب الظهور إطلاقاً أمام الكاميرا، دائماً أريد أن يكون عملي من خلف الكواليس، حتى أنني لا أتواجد كصحافية في أماكن التقاء الإعلاميات، أحب ان أعمل خلف جهاز الكومبيوتر كمحررة، فأنا أستمتع كثيراً بذلك. كيف تقومين المذيعات السعوديات؟ - زاد العدد لأن الكثير يبحثن عن فرص للعمل، والقائمون على القنوات يفضلن ظهور المرأة عن الرجل، وهو شيء جديد ولافت بالنسبة إليهم، في الوقت التي لا تزال فيه بعض المذيعات السعوديات يفتقرن إلى الخبرة في هذا المجال الصعب، لكن بعضهن مع مرور الوقت اثبتن نجاحهن، وشخصياً تعجبني المذيعة السعودية منى السراج.