عاد سعر صرف الدولار، الذي استفاد من ثلاث جلسات تحسن متتالية، الى التراجع مقابل سلة من 16 عملة محققاً تقدماً مقابل واحدة فقط وسط انباء مخيبة عن سوق العقار الاميركي التي ادى انهيارها قبل عامين الى ازمة الائتمان. لكن اليورو فشل في اقتناص المكاسب وبقي عاجزاً عن بلوغ مستويات الاسبوع الماضي بسبب الاضطرابات الاجتماعية والاحداث التي تهز فرنسا ثاني اكبر الاقتصادات في دول مجموعة اليورو. ولا يتوقع اقتصاديون ان يستعيد الدولار خسائره قبل اجتماع منتظر لمجموعة العشرين في كوريا الشهر المقبل. ولم يؤد التراجع الطفيف في سعر الدولار الى فائدة قصوى لليورو الذي عجز عن تسجيل اكثر من 1.3835 دولار بعدما كان الاسبوع الماضي تجاوز مستوى 1.41 دولار.وما ساعد في انهاء مكاسب الدولار ما اعلنته الحكومة الصينية مجدداً من انها لن تسمح بارتفاع قيمة العملة الوطنية نتيجة رفع اسعار الفائدة على اليوان الذي استهدف اساساً تخفيف سرعة النمو الاقتصادي.ووفق توقعات «بلومبيرغ»، سيتابع الدولار مسيرته التراجعية على رغم نمو ارباح الشركات الاميركية المالية الذي ساعد الحكومة الاميركية بخفض ديونها وتحقيق ربح رأسمالي بقيمة 25.2 بليون دولار من مساهمتها الاساسية التي انقذت المصارف الاميركية وشركات التأمين اثناء ازمة الائتمان العام 2008 عبر مدها بقروض رخيصة وصلت الى 309 بلايين دولار.وكان الاقتصاديون توقعوا خسارة الخزينة مئات ملايين الدولارات من عمليات الانقاذ. لكن تحسن اوضاع الاسواق العالمية ساعد المصارف وشركات التأمين في استرداد الخسائر وتحقيق ارباح رأسمالية كبيرة عوضت الحكومة واعطتها عائداً على استثماراتها بنسبة 8.2 في المئة.ويعول المسؤولون الماليون الاميركيون على اجتنماع مجموعة العشرين في الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في كوريا للمحاولة مجدداً واقناعها باعادة تقويم اليوان ما سينعكس لمصلحة الدولار عبر خفض العجز التجارية بين الصين واكبر الاسواق التجارية في العالم.وسيجتمع وزراء المال والخزانة في دول المجموعة نهاية الاسبوع في جيونغجو (جنوب شرقي كوريا) لتقويم حالة الاقتصاد العالمي ودرس اصلاحات صندوق النقد الدولي والنظام المالي في ظل «حرب العملات» التي تُعرف باسم «حرب الصرف» الوشيكة التي ستلقي بثقلها على النقاشات، اضافة الى البحث في وضع آلية لحماية النظام المالي العالمي والاسواق الناشئة من الازمات الناجمة من التقلبات المفاجئة في تدفق رؤوس الاموال.وانعكس تراجع الدولار امس تحسناً في سعر الذهب الذي عاود الصعود فوق 1340 دولاراً للاونصة معوضا بعض الخسائر الكبيرة التي تكبدها في الجلسة الماضية. وبلغ سعر الاونصة في المعاملات الفورية 1342.10 دولار لارتفاعاً من 1336 دولارا في أواخر تعاملات نيويورك الثلثاء بينما ارتفعت عقود الذهب الامريكي الآجلة تسليم كانون الاول ( ديسمبر) 6.50 دولار للاونصة الى 1342.60 دولار. وكانت الاسعار الفورية سجلت مستوى قياسيا عند 1387.10 دولار الاسبوع الماضي.وما لفت النظر امس ما اعلنته شركة «بوينغ»، اكبر شركة مصنعة للطيران المدني في العالم، عودتها الى الربحية وتحقيق مكاسب بنحو 837 مليون دولار مقابل خسارة 1.56 بليون دولار قبل سنة. واعلنت الشركة ان ارباحها نتجت عن زيادة مبيعاتها من طائرات «737 اس» و»777 اس» على رغم تأخر تسليم طرازيها من نوع «787 دريملاينر» و»جمبو 747 – 8» اللذين سيبدأ تسليمهما في الربع الاول من 2011 وكلفاها عقوبات مالية العام الماضي وصلت الى 3.5 بليون دولار. واشارت الشركة الى ان لديها عقود تشغيل كاملة حتى السنة 2013 وانها تلقت السنة الجارية اوامر شراء ل392 طائرة مقابل 328 طائرة لمنافستها «اير باص».