تضاربت التصريحات حول الانفجار الذي استهدف ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق إد ميلكارت في النجف بعد لقائه المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الذي تسلم منه رسالة من الأمين العام تطالبه بالتدخل لحض الاطراف العراقية للجلوس الى طاولة مستديرة والاتفاق على تشكيل حكومة في اسرع وقت. ونفى قائد الشرطة في النجف عبدالكريم العامري ان يكون انفجار العبوة يستهدف ممثل الامين العام للامم المتحدة وقال إنه هو الذي كان مستهدفاً. وأكد قائد العامري ان «انفجار العبوة الناسفة الذي وقع قرب المعهد الفني جنوب النجف كان يستهدفني بدليل استشهاد عنصر من حمايتي وإصابة آخرين ولم يصب أي فرد من العناصر الامنية التي كانت مع ممثل الامين العام للامم المتحدة». وأضاف العامري في اتصال هاتفي مع «الحياة» انه «بعد خروج ميلكارت من مكتب السيستاني توجه الى دار الضيافة في النجف في انتظار موعد انطلاق طائرته وكنت انا المسؤول عن حمايته، وتأخر موعد انطلاق الموكب الى عصر اليوم ذاته. وعند توجهنا الى المطار انفجرت عبوة بالسيارة الثانية التي تلي سيارتي ما تسببت في مقتل احد الحراس الشخصيين لي وإصابة عدد آخر». وأوضح ان «تحقيقات الشرطة الأولية تشير إلى ان العبوة كانت معدّة لاستهدافي كقائد للشرطة على الطريق بين النجف والمناذرة (17كلم جنوب المحافظة) قرب المعهد الفني». وقال ميلكارت بعد عودته الى بغداد إن الانفجار استهدف إحدى السيارات في موكبه، مبيناً أن «التحقيقات في عملية الاستهداف ما زالت جارية». وأضاف في تصريحات صحافية: «لقد سمعت الانفجار وأحسست به». ولفت إلى أنه «لا يمكن الجزم في الوقت الحاضر بأن تكون عملية التفجير قد استهدفتني شخصياً»، موضحاً أن «هناك تضارباً. والتحقيقات ما زالت جارية وأعتقد ان ليس من الحكمة الجزم بالموضوع». وندد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة بالاعتداء الذي استهدف ممثله الخاص في العراق. وقال الناطق باسمه إن «هذا الاعتداء لن يثني الاممالمتحدة عن مواصلة جهودها الرامية إلى مساعدة الشعب العراقي في مسيرته نحو المصالحة والازدهار». وأضاف أن «الامين العام يعرب عن امتنانه لممثله الخاص وفريق بعثة الاممالمتحدة في العراق الذين يعملون في ظروف صعبة». ودانت السفيرة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس الاعتداء ب «اشد العبارات»، وقالت إن «الولاياتالمتحدة ستواصل دعم الجهود المضنية التي يبذلها الرجال والنساء في بعثة الاممالمتحدة يومياً في العراق من أجل المساعدة في بناء عراق مستقل وديموقراطي ومستقر». واعتبرت فرنسا الحادث «اعتداء جباناً». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية: «من خلال التعرض لممثلي الاممالمتحدة، فإن مجمل الاسرة الدولية وعملها لمصلحة العراق هو ما أراد الارهابيون التعرض له». ويعد انفجار العبوة في موكب ميلكارت في محافظة النجف، أول حادث يستهدف شخصية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق منذ توليه مهامه في تموز (يوليو) 2009، خلفاً لستيفان دي ميستورا، كما يذكر الحادث بمقتل أول ممثل للأمم المتحدة في العراق سيرجيو دي ميلو إثر تعرض مقر البعثة في بغداد لهجوم انتحاري أسفر عن مقتله اضافة الى عدد آخر من موظفي الاممالمتحدة في آب (اغسطس) 2003. على صعيد آخر، ذكر مصدر مطلع على لقاء السيستاني - ملكارت ان «ممثل الامين العام للامم للامم المتحدة حمل رسالة بان إلى المرجع الشيعي يعبّر فيها عن قلقه لتأخير تشكيل الحكومة»، داعياً «السيستاني بما لديه من موقع مهم في العراق لأن يحض زعماء الكتل السياسية للجلوس الى طاولة مستديرة ليتباحثوا ويشكلوا حكومة في اسرع وقت». وأضاف: «طلب من السيستاني ان يتبنى هذه الفكرة».