كانت عيون أهاليهم ترقب شاشات القنوات الإخبارية، وفي أيديهم هواتفهم، تتصل باستمرار بضحايا الهجوم الإرهابي في مطعم «رينا» بإسطنبول، إذ لم تكن الساعات الأولى من العام الميلادي الجديد كسابقاتها، خصوصاً على عائلات المتوفين في حادثة مطعم «رينا» في إسطنبول، الذين أمضوا ساعات الصباح بين قلق وخوف وتوتر، وكلهم كانوا يريدون الاطمئنان على من بداخل المطعم، الذي يعد من أفخم مطاعم المدينة التركية. لمح عمرو الفضل، الشقيق الأكبر للمتوفيين في الحادثة (أحمد ومحمد)، شريطاً أحمر يتوسط شاشة التلفاز، التي تعلن مقتل 30 شخصاً في بداية الاعتداء الإرهابي في إسطنبول، وتذكر شقيقيه على الفور وقرر الاتصال بهما، لكنه لم يتلقَ إجابة عن اتصالاته المتكررة. يقول عمرو: «امتلأ رأسي بالأفكار عما يحدث لهما، وعما إذا كانا في المطعم نفسه الذي تعرض للهجوم أو في مكان آخر، ولكن عدم ردهما على اتصالاتي المتكررة أقلقني، وبدأت في التوتر الفعلي عندما أعلنت قناة فضائية اسم المطعم الذي أخبرني شقيقاي أنهما سيذهبان لتناول وجبة العشاء فيه». وبعد أن فقد الفضل الأمل بأن يرد أحد شقيقيه على اتصالاته المكررة، قرر أن يتصل بالسائق الذي يتعاملون معه عندما يذهبون إلى إسطنبول: «أخبرني السائق بأن الشرطة تحيط بالمكان، ولا يستطيع الدخول ليطمئنني، وظللت متوصلاً معه حتى الساعة 9,00 من صباح (الأحد)، عندما أبلغني أن شقيقيّ من ضمن من قتلوا». قرر الفضل الذهاب مباشرة إلى إسطنبول، خصوصاً أن والده في القاهرة يتلقى العزاء بدوره في عمه (أحمد الفضل)، ووصل ليرى جثامين شقيقيه ويتعرف عليهما، وقال: «سبع رصاصات أطلقها الإرهابي عليهما، وأحدهما أصيب بأربع، والآخر بثلاث، في أماكن متفرقة من جسديهما، في الرأس والقلب والوجه». وبيّن أنه سينقل جثامين القتيلين إلى السعودية بعد إنهاء الإجراءات من الجهات التركية والقنصلية السعودية، متوقعاً أن يصل اليوم (الثلثاء) في ساعات الصباح الأولى للسعودية مع جثامين أخويه. الفضل أوضح أن أفراد عائلته يترددون على إسطنبول بغرض السياحة، وأن أخويه (24 عاماً) توأمان في الأسرة المكونة من أب وأم وأربعة أبناء، لافتاً إلى أن سبب قدومهما هو احتفالهما بالتخرج من الجامعة التي غادرا مقاعدها في هذا الفصل الدراسي.