استقبل اللبنانيون عامهم الجديد على وقع كارثة إنسانية حلت خارج بلدهم، لكنها نالت من لبنانيين كانوا يحتفلون بالعام الجديد في أحد الملاهي الليلية في إسطنبول. وبلغ عدد الضحايا اللبنانيين في الاعتداء الإرهابي الذي نفذه مسلح مجهول، 3 قتلى و11 جريحاً، 6 منهم تلقوا اسعافات اولية في مسرح الاعتداء وخمسة نقلوا الى المستشفيات، 3 منهم خضعوا لعمليات جراحية وبينهم بشرى الدويهي (23 سنة) ابنة النائب اسطفان الدويهي التي اصيبت بطلقات نارية في الرئة والبطن. وقال طبيبها ان وضعها «دقيق لكنه مستقر». وكان المهاجم فتح النار بعيد منتصف الليل داخل ملهى «رينا» الشهير في اسطنبول، والذي يقصده لبنانيون. وكان يعج بمئات الأشخاص، لا سيما من اغنياء المدينة التركية، ومن جنسيات اجنبية بينها عربية، يحتفلون بحلول العام الجديد. ويقع الملهى على مضيق البوسفور مباشرة. ووقعت اصابات اللبنانيين الطفيفة اثناء محاولة هربهم من اطلاق النار تارة بالزحف ارضاً وتارة بالاختباء تحت الطاولات. وقفز عدد من الساهرين الى مياه البوسفور، أو خرج بعضهم من بوابة خلفية تؤدي الى الواجهة البحرية للملهى. والقتلى هم: هيكل مسلّم الذي تبلغت عائلته اخطاراً بوفاته. اما الشاب الياس ورديني (مواليد 1990- الأشرفية) والذي تردد صباحاً انه نجا من الاعتداء بعدما رمى بنفسه في المياه، وهو يعمل مدرباً رياضياً في عدد من النوادي في بيروت، فتلقت عائلته بعد الظهر صوراً لجثته في احد مستشفيات اسطنبول عبر الهاتف الخليوي. واعلن شقيق الشابة ريتا الشامي الذي بقي مصيرها مجهولاً لساعات انه تبلغ من السلطات التركية انها توفيت في الاعتداء، ووفق عائلتها، هي كانت برفقة بشرى الدويهي في اسطنبول. وبين المصابين نضال بشراوي، صاحب وكالة عارضات ازياء، وخضع لعملية في كتفه، وفرنسوا الأسمر وخضع لعملية في رجله. وأوضح قنصل لبنان العام في اسطنبول هاني شميطلي ل «الحياة» ان حسم مصير المفقودين يتطلب تأكيداً من السلطات التركية وهذا يحتاج الى ساعات قليلة. وأشار إلى أن الذين كانوا متواجدين في الملهى يدلون بإفاداتهم اذا كانوا قادرين صحياً للسلطات الأمنية. ودان رئيس الجمهورية ميشال عون «الجريمة الإرهابية». وقال في برقية تعزية وجهها الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان هذا الاعتداء المدان يؤكد أهمية التعاون والتنسيق بين كل الدول لمواجهة الإرهاب ومعالجة اسبابه. وكان عون تابع تفاصيل الاعتداء واطلع على التقارير التي كانت ترد من بعثة القنصلية اللبنانية في اسطنبول عن اوضاع اللبنانيين الذين اصيبوا والإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية اللبنانية بالتنسيق مع المسؤولين الأتراك لتأمين العلاج اللازم لهم. وتابع رئيس الحكومة سعد الحريري تفاصيل الهجوم الإرهابي. وقال تعقيباً على الحادث إنه على اتصال مباشر مع المسؤولين الأتراك للوقوف على تفاصيل الجريمة وأوضاع اللبنانيين الذين كانوا في المكان الذي استهدفه الهجوم. وتابع قائلاً: «هناك توجيهات مباشرة للجهات المختصة باتخاذ كل الإجراءات التي تكفل سلامة الجرحى وأعادتهم سالمين». وقال: «نحن امام حلقة جديدة من حلقات الإرهاب التي تجتاح الدول والمجتمعات، ولا بد من تضافر كل الجهود الدولية لمكافحة هذه الآفة واستئصالها». وختم الحريري قائلاً: «الحكومة اللبنانية تجدد في هذا اليوم تضامنها مع الشعب التركي وقيادته، وتعبّر عن تعاطفها الشديد مع أهالي الضحايا من كل الجنسيات، لا سيما مع أهلنا الذين اصابهم الهجوم الإرهابي، والذين يترقبون عودة ابنائهم سالمين بإذن الله». ووضع الحريري الرئيس عون بصورة الاتصالات التي اجريت مع السلطات التركية. وأكد عون «ضرورة اتخاذ كل الاجراءات التي تؤمن سلامة الجرحى واعادة الضحايا المصابين، وقرر ارسال طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط تحمل طاقماً طبياً لتأمين ظروف نقل الضحايا والجرحى. وتابع وزير الخارجية جبران باسيل مجريات الهجوم على الملهى. ولاحقاً، أعلنت وزارة الخارجية، أن الوزير باسيل «أرسل وفداً رسمياً لمتابعة اللبنانيين في الاعتداء الإرهابي، وبتوجيهات منه جال طاقم القنصلية على المستشفيات وعاين الجرحى اللبنانيين. وفي حصيلة أولية تبيّن أن عددهم أربعة وهم: فرانسوا الأسمر، نضال بشراوي، بشرى الدويهي، وميليس بارالاردو، مشيرة إلى أن القنصلية تنتظر صدور اللائحة الرسمية التركية بأسماء القتلى وجنسياتهم.