رصد العلماء في جامعة ماكغريل الكندية، إحدى أكثر الإشارات المحيرة والانفجارية التي التقطتها الوكالات يوماُ من الفضاء، إذ تدوم لبضع أجزاء من الثانية، ولكن في تلك الفترة القصيرة تولد هذه الموجات طاقة تعادل الطاقة التي تنتجها الشمس في يوم كامل، وعلى رغم من هذه القوة لم يتمكن العلماء بعد من معرفة أسبابها. ويقول فريق الباحثين في التقرير الذي نشر في دورية «The Astrophysical Journal»، التقطنا ست انفجارات راديوية إضافية من المصدر، خمس منها كانت بتردد 2 غيغا هرتز بواسطة تليسكوب «غرين بانك»، وواحدة بتردد 1.4 بواسطة «اريسبو»، من أصل 17 إشارة من هذا المصدر. واعتقد الباحثون أن «الانفجارات الراديوية السريعة» (FRB) مجرد أحداث عارضة تأتي من أماكن عشوائية في الفضاء، ولا تحمل نمطاً معيناً، إلى أن رصدوا 10 إشارات قوية من النوع ذاته ومن المكان نفسه في آذار (مارس) الماضي. وأوردوا أن هذه الإشارات تعد الأكثر غموضاً، لأنها غير شائعة الحدوث، إذ قدر الباحثون أنها تصدر بمعدل 2000 إشارة في اليوم الواحد في الكون كله، إضافة كونها تحدث في مدة زمنية قصيرة للغاية ولهذا يصعب التقاطها. والتقطت الإشارات بواسطة تليسكوب «ريسبو» الراديوي في بورتو ريكو، بفاصل زمني 10 دقائق بين كل منها، ولاحقاً في الشهر التالي تم التقاط أربع إشارات أخرى كلها تصدر من المكان نفسه. وعندما راجع الفريق هذه البيانات، لاحظوا أن هذه الإشارات أيضا التقطت منذ العام 2012 من المكان ذاته، أي التقاط إحدى 10 إشارات من بقعة واحدة، ما يشير إلى أن شيئاً ما يحدث خارج مجرتنا وينتج إشارات منتظمة ومكثفة في وقت قصير للغاية. وأوضحوا أن هذا النوع من الإشارات لم يتم اكتشافه قبل العام 2007، وذلك لأن الباحثين كانوا من السرعة بمكان لالتقاط ما يحدث مباشرة، وفي العادة نحتاج المزيد من الوقت لدراسة الحدث بعد وقوعه، ولم يقتصر الأمر على كونها أول إشارات ملتقطة من خارج مجرة درب التبانة، أكثر هذه الإشارات تصدر من مجرتنا، ولكنها تحمل نمطاً معيناً من الإشارات لم نره من قبل. ووضع العلماء تفسير رئيس حول مصدر الإشارات، وهو الاصطدام العنيف لنجمين نيوترونين، الأمر الذي يشكل ثقباً أسوداً، فعندما يحدث التصادم تنبعث كميات هائلة من الطاقة كموجات راديوية في الفضاء، ولكن طبيعة هذه الإشارات البعيدة والمتكررة التي تصدر من مكان واحد، تفترض أن التصادم ربما ليس هو المسبب، على الأقل فيما يخص تلك الإشارات. ويقول الفريق: «سواء كانت الانفجارات الراديوية في تلك البقعة أمراً فريداً من نوعه، أو أن كل الانفجارات الراديوية ذات قابلية للتكرار، فإن فهم خواصها هو أمر مهم للغاية، لفهم هذه الإشارة السريعة والعابرة للمجرات».