ظل رجال الأمن يرقبون على مدى أكثر من خمس ساعات تحرك أفراد عصابة كانوا ينوون الاجتماع في وكرهم المعتاد لتقاسم غلتهم من المسروقات التي تمكنوا من الحصول عليها خلال العمليات الأخيرة التي نفذوها. وواجه أفراد الأجهزة الأمنية أحداثاً دراماتيكية غير متوقعة خلال الحملة التي نفذتها شرطة محافظة جدة على بعض المواقع المشبوهة في عدد من الأحياء التي تم رصدها مسبقاً، بينها وكر لإحدى عصابات السرقة الكبيرة التي جرى تحديد موقعها في منزل شعبي جنوب المحافظة، ما جعل الأجهزة الأمنية تغير خطتها المعدة للقبض على أفرادها، بعد أن وصلوا إلى موقع العصابة قبل تجمع أفرادها، الأمر الذي دعا (رجال الأمن) إلى الاختباء لنحو خمس ساعات متواصلة حتى اكتمل وصول أفراد العصابة واحداً تلو الآخر، لتبدأ بعدها خطة دهم الموقع والإطاحة بالعصابة على رغم محاولتهم الهرب في حال تلبس بالمضبوطات المسروقة، إذ كانت العصابة تستخدم المنزل المهجور الذي جرى دهمه في تقسيم الغلة ودفن المسروقات إلى حين تصريفها وبيعها. وكانت شرطة محافظة جدة، ومن خلال حملة أمنية (شملت أحياء المحمدية والنعيم والسبيل والخمرة والبلد ومشرفة والعزيزية والأجواد والثغر وحي الجامعة وكيلو 7 وكيلو 6 والنزلتين والربوة وبني مالك والرحيلي) نجحت في ضبط 25 قضية جنائية خلاف ضبط 986 رجلاً وامرأة من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل في البلاد. وتنوعت القضايا التي أحيلت إلى أقسام الشرط المختلفة بين سرقات وترويج وتصنيع للمسكر وترويج مخدرات واستخدامها وخطف حقائب نسائية وسرقة سيارات ونصب واحتيال وتستر تجاري على عمالة وافدة وفتح محال من غير تراخيص وإخلال بالآداب العامة وتأجير دراجات نارية مخالفة، وقضايا متنوعة أخرى يجري التحقيق فيها حالياً، تمهيداً لإحالة المتهمين فيها إلى الجهات القضائية بعد تصديق اعترافاتهم. وجاءت تلك الحملات على خلفية عدد من البلاغات من بعض المواطنين والمقيمين في تلك الأحياء حول اشتباههم في بعض المواقع في الأحياء، وكذلك أعمال التحري التي ينفذها عناصر الأمن السريون لكشف أوكار العصابات والمتورطين في بعض القضايا الجنائية التي استقبلتها مراكز الشرط المختلفة. من جهته، ذكر الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة المكلف الملازم أول نواف بن ناصر البوق، أن رجال الأمن وضعوا خلال الحملة نقاط تفتيش في الأوقات «غير الفاعلة» (منتصف الليل وساعات الفجر الأولى) نتج منها ضبط حالات اشتباه في أشخاص ألقي القبض عليهم كان في حوزتهم مبالغ مالية مجهولة المصدر، عدا المواقع التي تم دهمها بعد التحري عنها. من جانبه، قال مدير شرطة جدة اللواء علي السعدي الغامدي إن المسؤولية الاجتماعية تحتم على الجميع الحفاظ على المكتسبات الوطنية وعدم السماح للمساس بها من خلال إيواء المخالفين أو تشغيلهم، لا سيما ونحن مقدمون على موسم الحج. وأكد أن الدور الأول بعد الله هو للمواطن، معتبراً إياه العين الثانية لرجل الأمن، إذ إننا دائماً نطمح ونطمع إلى المزيد من التعاون حيال إنجاح العملية الأمنية.