قتل وأصيب حوالى 22 شخصاً في هجوم نفذه انتحاريو «داعش» في محافظة النجف، تسللوا إليها عبر الأنبار المجاورة، ما عزز الشكوك في الثغرات الأمنية غرب البلاد، على رغم استعادة مدن الرمادي وهيت وكبيسة، وأخيراً الرطبة التي خضعت لحظر التجول أمس للبحث عن خلايا نائمة. وجاء في بيان لقيادة الشرطة في النجف أن «مجموعة إرهابية مكونة من ثلاثة انتحاريين يستقلون عربة مفخخة حاولوا الدخول إلى محافظة النجف عبر إحدى سيطرات ناحية القادسية. لكن أبطال الأجهزة الأمنية من شرطة المناذرة تصدوا لها بقوة، وحصلت اشتبكات مع الإرهابيين المسلحين، وتمكنوا من تدمير العربة وحرقها وقتل كل الإرهابيين». وأضاف أن «الحادث الإرهابي أسفر عن قتل خمسة من عناصر الشرطة، أحدهم ضابط برتبة نقيب، واثنين من المواطنين، فضلاً عن إصابة 15 آخرين تم نقلهم إلى المستشفى». وتابع أن «الوضع حالياً مسيطر عليه ومستقر، والأجهزة الأمنية تمارس عملها في شكل طبيعي وتنتشر لحماية كل المحافظة». إلى ذلك، طالب مجلس محافظة النجف الحكومة الاتحادية بإعادة قوات محلية تم نقلها إلى شمال البلاد، بموجب خطط الجيش لقتال «داعش». وقال رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة خالد الجشعمي، في بيان أن «الشرطة قتلت أربعة انتحاريين وفجرت سيارة مفخخة كانوا يستقلونها». وطالب وزارة الداخلية ب «إعادة القوات التي تم نقلها ليكون لها دور في مسك بادية النجف المرتبطة بالأنبار ومنع حدوث أي اختراق». وتبنى «داعش» الهجوم، بإعلان في بيان نقلته وكالة «أعماق» التابعة له، موضحاً أن الهجوم «نفذه خمسة انتحاريين وهم أبو قسورة العراقي، وأبو حسن العراقي، وأبو مصعب الشامي، ومحمد العراقي، وأبو سياف الشامي»، وأشار إلى «قتل 100 شخص». ويأتي هذا الهجوم بعد شهر على هجوم مماثل طاول كربلاء، واتخذت محافظات الجنوب والوسط إجراءات أمنية مشددة، بعد تصعيد إرهابي خطير شهدته بغداد، إذ قتل وأصيب أكثر من 50 شخصاً بتفجير ضرب إحدى أسواق العاصمة أول من أمس. يذكر أن «داعش» يسيطر على مناطق صحراوية وعرة في الأنبار، ومنها يشن هجمات لتخفيف الضغط المفروض عليه في الموصل، وويؤكد نشاط الانتحاريين الصعوبات التي تواجه الجيش في هذه المحافظة، على رغم سيطرته على مدنها الرئيسية. من جهة أخرى، خضعت الفلوجة، وهي أكبر مدن الأنبار لحظر تجول شامل صباح أمس استمر ساعات، بحثاً عن خلايا نائمة في المدينة التي تحررت من سيطرة الإرهابيين في حزيران (يونيو) الماضي، وتعرضت لتفجيرات عدة منذ ذلك الحين. وقال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ العشائر في اتصال مع «الحياة» أن «الانتصارات التي حققتها قوات الأمن في المحافظة ناقصة»، موضحاً أن «غياب منظومة أمنية قوية، وتعدد التشكيلات العشائرية المسلحة يحولان دون استقرارها». وأضاف أن الأنبار هي «العمق الأمني للعراق واستقرارها مرهون بتأمين الصحراء والقضاء على الخلايا النائمة المتغلغلة داخل المدن، وقد بدأت منذ أسابيع في إثارة الفوضى من خلال تفجيرات في المدن المحررة». وشدد على ضرورة «استكمال تحرير بلدات عانة وراوة، والقائم الواقعة على الحدود مع سورية لقطع إمدادات التنظيم بين البلدين».