حفلت قائمة المنتخب الجزائري الأول لكرة القدم الذي سيخوض نهائيات أمم أفريقيا المقررة في الغابون في الفترة بين 14 من الشهر الجاري والخامس من شباط (فبراير) المقبل، بمفاجآت ليس أقلها استبعاد الثنائي المحترف القائد كارل مجاني وسفيان فيغولي، في مقابل إعادة الاعتبار للاعبين المحليين. وضمت قائمة «الخضر» 9 أسماء لاعبين ينافسون أو تخرجوا في الدوري الجزائري، ما يعد أكبر مكسب للاعب المحلي المهمش دوماً من مدربي المنتخب خلال السنوات الماضية. ويتعلق الأمر بكل من حراس المرمى، مليك عسلة (شبيبة القبائل) وشمس الدين رحماني (مولودية بجاية)، والمدافعون محمد ربيع مفتاح (اتحاد الجزائر) ومختار بلخيثر (النادي الإفريقي التونسي) وهشام بلقروي (الترجي الرياضي التونسي) ورامي بن سبعيني (ملعب رين الفرنسي)، وكذلك المهاجمون إسلام سليماني (ليستر سيتي الإنكليزي) وهلال العربي سوداني (دينامو زغرب الكرواتي) وبغداد بونجاح (السد القطري). وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن «هذا الأمر لم يحدث منذ دورات عدة، وهو ما يعطي مؤشراً قوياً ربما لبداية إعادة الاعتبار للاعب المحلي»، مضيفةً: «بتشكيلهم ثلث تعداد المنتخب الجزائري الذي سيدافع عن الألوان الوطنية، يعيد اللاعبون التسعة الآمل للعنصر المحلي الذي عانى من تسيير التقنيين المتعاقبين على العارضة الفنية للخضر منذ سنوات باعتمادهم كلية على عناصر مكونة بالمدارس الكروية الأوروبية والفرنسية بالخصوص». في المقابل حفلت القائمة مفاجأة من العيار الثقيل من خلال استبعاد سفيان فيغولي لاعب وسط ويست هام الإنكليزي، والقائد كارل مجاني المحترف مع نادي دوري الدرجة الثانية الإسباني، فهي المرة الأولى التي يتعرض فيها لاعب محترف للإقصاء حتى في وجوده من دون منافسة كما هو حال الحارس رايس مبولحي، الذي يفرض نفسه الحارس رقم واحد على رغم وجوده منذ «مونديال 2014» من دون فريق أو خارج المنافسة مع فريقه في كثير من الأحيان. في حين، اعتبر المتابعون في الجزائر استبعاد الثنائي «منطقياً جداً لتراجع مستواه فضلاً عن دخولهما في صدام مع اتحاد الكرة»، وذلك في إشارة للاعب ويست هام الذي كان انتقد في وقت سابق خيار رئيس اتحاد الكرة التعاقد مع المدرب الصربي رايفيتش ميلوفان بحجة عدم كفاءته وعدم معرفته لأسماء اللاعبين بحسب تعبيره، إذ رأى الدولي الأسبق والمحلل الفني التلفزيوني رفيق صايفي أن «استبعاد فيغولي منطقي جداً، لوجوده من دون منافسة مع فريقه الإنكليزي ما كان سبباً في تراجع مستواه وعدم جاهزيته»، إذ لم يخض اللاعب سفيان أية مباراة أساسياً مع فريقه الإنكليزي منذ انتقاله إليه الصيف الماضي قادماً من فالنسيا الإسباني. وأضاف صايفي: «ومن دون عاطفة، أيضاً مجاني يستحق الاستبعاد لأن مستواه تراجع أخيراً، ورأينا ذلك في مباراة نيجيريا». من جهته، اعتبر نجم الجزائر في الثمانينات علي بن شيخ أن «استبعاد الثنائي منطقي جداً»، مضيفاً: «مجاني وبلقروي وجميع لاعبي محور الدفاع فشلوا في مهمتهم، وبالنسبة لفكرة القائد قلتها مراراً، مجاني لا يستحق أن يحمل شارة القائد لأن الأولى بها هو فوزي غلام، لكون مستواه ثابت مع فريقه نابولي ومع المنتخب الوطني، فضلاً عن أخلاقه العالية، فما أتمناه حالياً هو أن تتم تجربة اللاعب غلام في محور الدفاع الذي يشكو هشاشة كبيرة وإقحام جمال مصباح كظهير أيسر، وربما بهذه العملية سننهي مشكلات هشاشة محور الدفاع، الذي يبقى يعاني بوجود مجاني أو بغيابه أو بحضور اللاعبين الحاليين ماندي وبلقروي وكادامورو». يذكر أن المنتخب الجزائري سيخوض البطولة الأفريقية ضمن المجموعة الثانية، التي تضم أيضاً منتخبات السنغالوتونسوزيمبابوي، إذ سيشرع رفاق رياض محرز في المنافسة القارية بدءاً من ال15 من كانون الثاني (يناير) الحالي ضد منتخب زيمبابوي قبل مواجهة منتخب تونس في ال19 من هذا الشهر، ومن ثم ملاقاة منتخب السنغال في ال23 منه.