رأت رئاسة الجمهورية في مصر أن التوجه إلى مجلس الأمن لإعلان الدولة الفلسطينية يجب النظر إليه باعتباره «الملاذ الأخير». وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد رداً على سؤال حول الخيارات المطروحة أمام الفلسطينيين إن هناك بدائل عدة تدرس فلسطينياً الآن بمشاركة عربية من بينها التوجه الى مجلس الأمن. ولفت الى ان «هذا الخيار يجب النظر إليه باعتباره الملاذ الأخير، ويجب تأمين نجاح هذا الخيار في حال اللجوء إليه عبر الاتصالات مع الأطراف المعنية والجانب الأميركي حتى لا تستخدم واشنطن حق الفيتو ضده، خصوصاً أن أميركا استخدمت هذا الحق في إجهاض الكثير من مشاريع القرارات العربية»، كما لفت الى أن «كل القرارات الصادرة من مجلس الأمن في شأن القضية الفلسطينية لم تنفذ على أرض الواقع ولم تؤد إلى تحقيق السلام». وأشار عواد، في مؤتمر صحافي عقب مباحثات الرئيسين المصري حسني مبارك وجنوب أفريقيا جاكوب زوما، إلى أن الرئيس مبارك استعرض مع رئيس جنوب أفريقيا الوضع الراهن في الشرق الاوسط، إذ شدد الرئيس زوما على دعم جنوب أفريقيا للقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، فيما شرح الرئيس مبارك تفاصيل المأزق الحالي الذي تمر به عملية السلام، والذي أدى إلى وقف المفاوضات المباشرة. ورداً على سؤال عن مواصلة جهود عملية السلام بعد إرجاء قمة باريس، أجاب عواد أن «جهود السلام تتعرض لمأزق حقيقي أدى لتوقف المفاوضات بسبب سياسات إسرائيل الاستيطانية»، وأشار الى «مجموعة من الاقتراحات والأفكار، بينها دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لهذا المؤتمر في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري»، وأضاف ان «الرئيس مبارك أكد أن مصر تشارك في أي جهد يهدف لتحقيق السلام، ولكن لا بد لأي اجتماع أن يخرج بنتائج ملموسة، ولذا فإن أي اجتماع لا يسفر عن نتائج ملموسة لا يوجد مبرر لعقده». وأضاف ان «لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعاً في غضون شهر للنظر في الموقف العربي بعدما منحت القمة العربية في سرت شهراً للإدارة الأميركية كي تواصل جهودها للخروج من هذا المأزق الراهن»، لافتاً إلى أن مصر تنتظر ما ستسفر عنه الاتصالات الجارية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وجدد موقف مصر الداعم للموقف الفلسطيني، داعياً رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو الى تحمل مسؤولياته إزاء هذا الأمر، خصوصاً أن موقف المجتمع الدولي والأميركي يرفض منح الشرعية لهذه المستوطنات، ويرى أنها عقبة في طريق السلام، وأنه في حال استمرار الاستيطان فإن الفلسطينيين لن يجدوا أرضاً يقيمون عليها دولتهم. في غضون ذلك، أجرى الرئيس حسني مبارك اتصالاً هاتفياً أمس برئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني تناول التطورات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والمأزق الراهن لعملية السلام والعلاقات الثنائية بين البلدين.