باريس، واشنطن - أ ف ب - دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس قادة دول «مجموعة العشرين» الى ان يتخذوا اثناء القمة المرتقبة في 2 نيسان (ابريل) في لندن «تدابير جريئة وشاملة ومنسقة» لمواجهة الازمة الاقتصادية العالمية. وكتب اوباما في مقالة نشرتها صحيفة «انترناشيونال هيرالد تريبيون» يقول: «اننا نمر بمرحلة تحديات اقتصادية عالمية لا يمكن تجاوزها بأنصاف تدابير او جهود معزولة تقوم بها امة ما». وتابع: «من الآن فصاعداً تقع على قادة المجموعة مسؤولية اتخاذ تدابير جريئة وشاملة ومنسقة لا تكون مجرد دفع للانتعاش فحسب بل تطلق عصراً جديداً من الالتزام الاقتصادي لمنع تكرار ازمة مثل هذه الى الأبد». وكان اوباما أجرى أول من أمس محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون حول الأزمة وقمة المجموعة وحول إيران والوضع في افغانستان وباكستان، بحسب ما أفاد البيت الابيض. واعتبرت الرئاسة الاميركية ان المحادثات التي استمرت نحو 25 دقيقة كانت «مثمرة للغاية». وأوضحت ان الادارة الاميركية والحكومة البريطانية ستعملان في شكل يتمكن معه اوباما وبراون التحدث هاتفياً مجدداً قبل قمة زعماء الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة التي يستضيفها براون في لندن وتهدف الى التوصل الى رد عبر التشاور على الازمة. وأمس اعرب رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الاميركي بن برنانكي ووزير الخزانة تيموثي غايتنر عن تأييدهما القيام ب «اصلاح كامل لضبط» مراقبة المؤسسات التي تشكل خطراً على مجمل النظام المالي وتحسينها. وكان مقرراً ان يتناول اوباما في وقت لاحق أمس الغداء مع اعضاء ديموقراطيين في الكونغرس للدفاع عن موازنته الاولى التي ستواجه تحدي النهوض الاقتصادي. ويدخل النقاش حول مشروع الموازنة بقيمة 3552 بليون دولار اقترحته ادارة اوباما، هذا الاسبوع في مرحلة نشطة مع درس في اللجان. وتكشف السلطات الاميركية هذا الاسبوع عن تفاصيل مشاريعها لتحديث الإطار التنظيمي الذي كشف عن ثغرات فاضحة، قبل قمة الدول الصناعية والناشئة الكبرى العشرين في لندن. إلى ذلك، اعلن رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون ان الدول المشاركة في قمة العشرين في لندن عليها «واجب التوصل الى اجوبة ملموسة» خصوصاً حول التنظيم المالي لاحتواء الازمة معتبراً ان «فرص النجاح كبيرة». وشدد فيون في واشنطن امام 180 شخصاً من «مؤسسة كارنغي للسلام الدولي» وهي احدى اهم مؤسسات الابحاث الاميركية على ضرورة تأمين اربع ركائز أساسية «اصلاح التنظيم المالي الدولي ودعم التنمية وانقاذ المصارف ودعم الدول الاكثر تهديداً».