شدّد نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لشؤون الإذاعة في السعودية مجري القحطاني على أن الإذاعات الخمس التابعة للهيئة تمتاز بالرصانة في الطرح، والاتشاح بهويات خاصة لكل واحدة. وقال القحطاني ل«الحياة»: «الإذاعات السعودية الرسمية تنافس زميلاتها المحلية أو العربية، وفق المعايير التي لا تتعارض مع الدين أو تقاليد المجتمع وحاجاته. المحافظة على خط الرصانة أحد أهدافنا الرئيسة، ولن نتنازل عنها، فمن السهل مجاراة الإذاعات الأخرى، لكننا نجد أنفسنا أكبر من أن نملأ المحتوى بلا رسالة». وأضاف أنه يمكن تغيير الصورة النمطية عن الإذاعات الرسمية من خلال رفع مستوى الأداء، «من سيتابعنا الآن يلحظ الفرق الكبير، خصوصاً مع صبغ البرامج التفاعلية بروح المسؤولية واستشعار حاجة المواطن»، مشيراً إلى أهمية التحقق من صدقية القضايا التي يطرحها المواطن من خلال الإذاعات الرسمية، ومنح الجهات الرسمية الحق بالتفاعل والرد. إلى الحوار: ماذا يمثل لكم الاحتفال بمرور 50 عاماً على بث التلفزيون وإذاعة الرياض؟ - نستغل هذه الاحتفالية بعرض رؤانا الجديدة، فضلاً عن كونها ملتقى إعلامياً كبيراً للاحتفاء بالإرث الطويل لمن سبقونا، وتعبير وفاء، وتقدير لجهود كل العاملين منذ بداية عمل التلفزيون وإذاعة الرياض، نطلع على عمل الجيل الأول والحالي، وماذا سينجز جيل المستقبل، وأعتز أني مناصر ومساند لجميع الجهود الشابة للإعلاميين من الزميلات أو الزملاء وداعم لهم. هل الإذاعات السعودية الرسمية تنافس زميلاتها المحلية أو العربية؟ - نعم، لكن وفق المعايير التي لا تتعارض مع الدين أو تقاليد المجتمع وحاجاته. المحافظة على خط الرصانة أحد أهدافنا الرئيسة ولن نتنازل عنها، فمن السهل مجاراة الإذاعات الأخرى، لكننا نجد أنفسنا أكبر من أن نملأ المحتوى بلا رسالة. تمتاز إذاعاتنا بالرصانة والصدقية والانتشار، ولذلك فإن طموحنا كبير. كيف يمكنكم تغيير الصورة النمطية عن الإذاعات الرسمية؟ - من خلال رفع مستوى الأداء، ومن يتابعنا الآن يلاحظ الفرق الكبير، خصوصاً مع صبغ البرامج التفاعلية بروح المسؤولية واستشعار حاجة المواطن، فمن أهم البرامج لدى إذاعة الرياض «صوتك مسموع»، وفي إذاعة جدة «لست وحدك» و«ساعة شباب». ألا تدخل في هذه البرامج مجاملات للجهات الرسمية أو محاولات لإيقافها؟ - لم يطلب إيقاف هذه البرامج أبداً، علماً بأننا نتحقق من صدقية القضايا التي يطرحها المواطن، وفي المقابل نمنح الجهات الرسمية الحق بالتفاعل والرد، لكن تفاعل الجهات الرسمية ضعيف. ما السمات الأبرز لتغيير معالم الإذاعات السعودية الرسمية؟ - حرصنا على تنوع شرائح الجمهور، واهتمامنا بمختلف المجالات إلى جانب التركيز على الشباب والمرأة والبيئة والتقنية، واستمرار البث على مدار الساعة، وأعدنا تسميات كل إذاعة، ووضعنا استراتيجيات وهويات خاصة لكل إذاعة، ونحن نسير عليها، ونعمل على تحقيقها، مع تحديدنا المسبق لرسالة وشعار كل إذاعة، مثل تغيير مسمى البرنامج العام في الرياض ليصبح إذاعة الرياض، وكذلك البرنامج الثاني إلى «إذاعة جدة»، وتعديل البرنامج الأوروبي إلى راديو السعودية بالإنكليزي، إضافة إلى بث إذاعات دولية بثمان لغات إلى دول آسيا وأفريقيا وأوروبا. ماذا عن تطوير إذاعتي «القرآن الكريم» و«نداء الإسلام»؟ - أفتخر أن أعمل في قطاع يضم إذاعتي القرآن الكريم ونداء الإسلام، ويمكنني أن أصف إذاعة «القرآن الكريم» بأنها تاج الإذاعات، ولا تجاريها أية إذاعة في الكون، خصوصاً مع برنامج «وبك أصبحنا» الذي يشيد به المستمعون من مختلف دول الخليج والعالم العربي. لدينا رسالة عظيمة تعتز بها المملكة قيادة وشعباً. ماذا عن التدريب والإِحلال؟ - من ضمن الخطط المستقبلية إحلال قدرات شابة تمتلك خبرة وتجربة حتى تقود الإعلام لأعوام أطول، والتدريب هو أحد هواجسنا خصوصاً في المسار العملي مع اكتساب الخبرة من مختلف التجارب، ونعتز أن تكون «إذاعة الرياض» مدرسة في التدريب، ومعظم البارزين في التلفزيون المحلي أو العربي الآن تخرجوا في الإذاعة السعودية، سواء أكانوا فنيين أم معدين أم مقدمين. نحن نفكر ونعمل على أن نكون مصدر استقطاب وجذب واستمرار، ولدينا مساحة من المسؤولية الاجتماعية لتدريب طلاب الجامعات، وعدد من مراكز التدريب تدريباً إذاعياً، وبكل اللغات، لكنه لا يتم إلا من طريق مخاطبة جهات رسمية. ما هي المساحات التي تشغلها المرأة في الإذاعة؟ - نفتخر في «إذاعة الرياض» بأن من يعمل فيها منذ أكثر من 30 عاماً هي نجاح بنت عبدالله أباالخيل أول مخرجة سعودية، وما زالت تعمل حتى الآن، وتشارك في تدريب الأجيال الإذاعية، فضلاً عن أن نصف موظفي «إذاعة راديو السعودية» من النساء، والمرأة في الإذاعات السعودية تجد مكانها سواء في التسلسل الإداري أم العمل الفني. كيف تجاوزتم العوائق التي واجهتكم؟ - لذة العمل تصاحبها تحديات وعوائق، وتجاوزناها بالإصرار وتغيير نمط الأداء. هل لديكم توجه لإنشاء إذاعات متخصصة؟ - نعم، وذلك من ضمن الخطط المستقبلية، لكن تنفيذها يتم وفقاً للإمكانات المتاحة. ماذا عن التوجه للاستفادة من «الإنترنت» لتنويع طرق الوصول إلى المتلقي؟ - المشاريع الجديدة لدينا تتضمن توفير ذراع قوي للإذاعات عبر التطبيقات والمواقع بأحدث التقنيات وباحترافية، وهو المعمول به الآن.