أكد رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف أمس، من نجامينا، دعم فرنساتشاد في مواجهة أزمتها الاقتصادية والاجتماعية، مشدداً على الدور المهم لهذا البلد في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل. وقال كازنوف الذي رافقه وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أن «مكافحة الإرهاب يجب أن تُشَن داخل حدودنا، ولكن أيضاً في خارجها». واختار رئيس الحكومة الفرنسية في أول رحلة إلى الخارج منذ تعيينه في 6 كانون الأول (ديسمبر)، منطقةً تقع في صلب رهانات فرنسا وأوروبا الأمنية، نظراً إلى بؤر الجهاديين الكثيرة التي تضمها. وأضاف كازنوف عقب لقاء جمعه بالرئيس إدريس ديبي إيتنو أنه «من أجل أن تكون هذه المكافحة فعّالة في الخارج، يجب أن تكون لدينا شراكات مع دول صديقة تلتزم بالمدة وتتيح نجاح هذه الحرب التي ستكون معركة ذات نفس طويل». وأشار أيضاً إلى أن «فرنسا تقف إلى جانب تشاد في أزمتها الاقتصادية والاجتماعية». وزار كازنوف قوة «برخان» الفرنسية ومقر قيادتها في العاصمة نجامينا التي تضم حوالى 4 آلاف رجل في 5 دول بمنطقة الساحل هي ماليوتشادوالنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا. وقال رئيس الوزراء الفرنسي أمام الجنود: «نحن نعلم أننا مدينون لكم في جهودكم لمكافحة الإرهاب»، معرباً عن «الامتنان العميق» للعسكريين الموجودين. وأردف: «أنتم تعرّضون حياتكم من أجل إنقاذ حياة الآخرين». وتشهد تشاد الحليفة الاستراتيجية للغرب ضد المتشددين والواقعة على الحدود بين شمال أفريقيا وأفريقيا السوداء، أزمة عميقةً تهز نظام ديبي الذي يحكم البلاد منذ عام 1990. ويعاني هذا البد الفقير الذي يضم 12 مليون نسمة، من تراجع عائدات النفط الذي يضر باقتصاده وماليته بينما يخوض عملية مكلفة لمكافحة تنظيم بوكو حرام الإرهابي. وقدمت فرنسا مساعدة مالية للموازنة مقدارها 5 ملايين يورو ومساعدة إنسانية عاجلة بلغت 3 ملايين يورو إلى تشاد عام 2016، كما قالت رئاسة الحكومة الفرنسية. وهي تدعم الجيش التشادي الذي يُعد أحد أقوى جيوش المنطقة في مجالات الاستخبارات والمساندة اللوجيستية والمادية. وتشارك نجامينا فعلياً في مكافحة «بوكو حرام» على الحدود بينها وبين النيجر. وتدخل الجنود التشاديون إلى جانب الجيش الفرنسي عام 2013 في مالي ودفعوا ثمناً باهظاً منذ ذلك الحين في إطار قوة الأممالمتحدة التي يشكلون أحد أسسها.