انتعشت الآمال في موسكو أمس، بكشف ملابسات تحطم طائرة «توبوليف 154» قرب سوتشي، بعدما تمكنت فرق البحث من تحديد مكان الهيكل الرئيسي للطائرة. ووضعت هيئة (وزارة) الأمن الفيديرالي الروسية أربع فرضيات يركز التحقيق عليها، ليست من بينها فرضية «الإرهاب» الذي بات هاجساً يشغل الروس بعدما أعلن في موسكو عن تلقي بلاغات بوجود عبوات ناسفة قرب محطات للقطار. وسيطرت في المدينة حال من الهلع من تهديدات إرهابية، فرضت إخلاء ثلاث محطات قطارات، بعد تلقي تحذيرات من وجود عبوات ناسفة في محيطها، كما أخلي مبنى قريب من الكرملين بعد الاشتباه بجسم غريب. أتى ذلك في أعقاب إعلان الأجهزة الأمنية خلال الأسابيع الأخيرة، إحباط عدد من المخططات لشن هجمات إرهابية. وأفادت وكالة أنباء «تاس» الروسية، بأن الشرطة لم تعثر على أي عبوات ناسفة في المبنى القريب من الكرملين ولا في محطات القطارات أمس، بعد إجلاء حوالى ثلاثة آلاف مسافر تقطعت بهم السبل. وفي تقدم مهم لعمليات البحث عن حطام الطائرة التي سقطت في البحر الأسود فيما كانت متجهة إلى سورية الأحد، نجح غواصون في العثور على الجزء الأكبر من هيكلها على بعد 1.7 كيلومتر من الشاطئ وعمق 27 متراً تحت سطح البحر. وأعلنت وزارتا الطوارئ والدفاع أن الجهد الأساسي سيتجه نحو انتشال جسم الطائرة والصندوق الأسود فيها. وذكرت مصادر قريبة من التحقيق أن هيكلها «تضرر بمقدار كبير، وتتم حالياً التحضيرات لرفع قطعة من الحطام طولها 5 أمتار». وأشارت المصادر إلى العثور على جثث لبعض الركاب ارتدوا سترات نجاة، في مؤشر إلى أن طاقم الطائرة علم بحدوث وضع طارئ على متنها، وأبلغ الركاب. وكانت الطائرة تقل 92 شخصاً من بينهم أفراد الطاقم. وأعرب محافظ مقاطعة كراسنودار التي تتبع إليها مدينة سوتشي، عن أمله بأن يكون معظم جثث الضحايا داخل هيكل الطائرة في قاع البحر، موضحاً أن الجثث التي تم العثور عليها حتى الآن تعود إلى ركاب كانوا جالسين في المقاعد بقسم من الطائرة انشق عن الجزء الأكبر من الهيكل، علماً أن جهات التحقيق أعلنت انتشال 11 جثة و154 قطعة من حطام الطائرة في اليوم الأول من عمليات البحث. ونقلت الجثث إلى موسكو حيث ستجرى عمليات الفحص لتحديد هويات أصحابها. وكانت روسيا أعلنت أمس، توسيع مجال البحث في البحر الأسود بعد العثور على بعض متعلقات الركاب الشخصية في منطقة قريبة من المياه الإقليمية لأبخازيا. وتجنب الكرملين أمس، إطلاق فرضيات في شأن الحادث، لكنه أكد «عدم وجود أي دليل على عمل إرهابي حتى الوقت الراهن». لكن مصدراً في جهاز الأمن الفيديرالي الروسي حدد أربع فرضيات تتم دراستها، هي «سقوط جسم غريب في محرك الطائرة، أو استخدام وقود سيئ، أو عطل فني مفاجئ، أو خطأ بشري». وفسرت مصادر أمنية سبب استبعاد فرضية العمل الإرهابي بأن الطائرة خضعت لتفتيش وفحص دقيقين صباح أمس، في مطار عسكري قرب موسكو قبل انطلاقها، كما أن هبوطها في سوتشي للتزود بالوقود لم يكن مدرجاً ضمن خطة مسارها. ولم تكن الطائرة تنقل أي حمولة عسكرية.