بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع الزعيم الديني مقتدى الصدر في الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة، فيما رجحت مصادر مطلعة أن تسفر محادثاتهما عن تحالف يعارض «وثيقة التسوية التاريخية» التي طرحها رئيس «التحالف الوطني» عمار الحكيم. وأوضح بيان مقتصب للحكومة أن «رئيس مجلس الوزراء استقبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وبحث معه في الأوضاع السياسية والأمنية». وأفادت مصادر سياسية مطلعة «الحياة» بأن الصدر «ناقش مع العبادي ملفات سير العمليات العسكرية في الموصل وبقية المدن ودور قوات سرايا السلام التابع له في المعارك، والمصالحة المجتمعية ووثيقة التسوية». وأوضحت أن رؤى الجانبين متطابقة في ما يتعلق بالتسوية المزمع طرحها قريباً، لافتة إلى أن «الجانبين أبديا تحفظات عن بعض فقراتها المتعلقة بالمصالحة مع شخصيات متورطة بالإرهاب، وتضمنها إعادة محاكمة مدانين وإسقاط التهم الموثقة ضدهم». وأشارت إلى أن الاجتماع تناول أيضاً «ملف الوزارات الشاغرة وتسمية مرشحين من التكنوقراط لتوليها، كما حض الصدر رئيس الحكومة على محاسبة المفسدين والمقصرين من دون مجاملة حزبية أو سياسية لتحقيق الإصلاح»، لافتة إلى أن «زيارة الصدر بغداد من دون إعلان مسبق ولقاءه العبادي استفز بعض أعضاء ائتلاف دولة القانون القريبين من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي». إلى ذلك، قال الناطق باسم كتلة «الأحرار» التابعة للصدر حسين العوادي إن «السيد ناقش ملفي الإصلاح والوزارات الشاغرة مع العبادي»، وأضاف أن هناك «الكثير من الملفات العالقة والشائكة في العملية السياسية في حاجة إلى مراجعة ودراسة». وأشار إلى أن «التسوية أو المصالحة كلام سمعناه سابقاً، واليوم نسمعه بمسميات مختلفة ولم ينعكس الكلام نتائج إيجابية على الواقعين السياسي أو الشعبي». من جهة أخرى، قال النائب عن «دولة القانون» ناظم الساعدي إن «مقتدى الصدر أحد الرموز السياسية المؤثرة في العراق، ولقاءه رئيس الوزراء دليل على أن العراق موحد والجميع يحاول حل المشاكل العالقة». وأضاف أن «الأنباء التي رجحت تحالف السيد ورئيس الحكومة ضد المالكي لا أساس لها من الصحة، لأن التحالف الوطني يد واحدة وليس هناك أي تشدد داخله، والحديث عن تحالفات فرعية غير صحيح». وتوقع الساعدي استمرار التظاهرات الأسبوعية، وقال «إنها لا تقتصر على التيار الصدري، بل هناك الكثير من الجهات المشاركة فيها أيام الجمعة، ولكن نستطيع القول إن هذه الزيارة نوعية وستحل الكثير من المشاكل». وتأتي زيارة الصدر بغداد، بالتزامن مع الحديث عن اجتماع يفترض أن يعقد بين الحكيم وقادة «اتحاد القوى» لمناقشة مشروع التسوية وإنهاء الجدل حوله، على ما جاء في بيان لمكتب رئيس البرلمان سليم الجبوري. وأوضح البيان أن «الاجتماع سيكون في حضور عدد من الوجهاء والشخصيات السنية من مختلف التوجهات لمناقشة الأوضاع السياسية في البلاد». وكان رئيس التحالف عمار الحكيم أعلن في وقت سابق عن دعم إيران والأردن مشروع التسوية السياسية التي طرحها التحالف أخيراً.