كشف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين استمرار التحقيقات من الجهات المختصة مع المتهمين في كارثة سيول جدة من العاملين في وزارة المياه، عدا أحد المسؤولين أفرج عنه وعاد إلى عمله السابق. وأوضح خلال مؤتمر صحافي عقد أمس (السبت) وحضرته «الحياة» بخصوص مشروع تجفيف بحيرة الصرف الصحي في محافظة جدة، أنه تم التعاقد مع شركات عالمية لمعالجة الحمأة في البحيرة بعد تجفيفها نهائياً في غضون الثلاثة أشهر المقبلة، لافتاً إلى أن معالجة مشكلاتها تتم بمشروعين منفصلين، يعمل الأول على التخلص من المياه ويتركز الثاني في المعالجة، مشيراً إلى أنه تم توقيع عقد لتجفيف المادة السائلة ثم معالجة الآثار البيئية التي من الممكن أن تنتج من الحمأة والتخلص منها. واستبعد الوزير تصريف مياه البحيرة إلى البحر قبل المعالجة، موضحاً أن سماكة الحمأة كانت في غالبية أجزائها قليلة جداً جار معالجتها الآن بتقليب التربة وإضافة مادة جيرية لتحليلها وجعلها صالحة للاستخدام لتصبح المنطقة متنزهاً امتداداً للمتنزهات في الغابات الشرقية والأراضي الرطبة التي أنشأتها «أمانة جدة» التي ستتولى هذا المشروع، كما ستكون أرضاً خصبة بعد أن تأكد أنه لا يوجد بها مواد ضارة بالنباتات. وألمح الوزير إلى أن الاستفادة من المياه المعالجة تبدأ من البحيرة، إذ تتم معالجة جميع مياه الصهاريج ثلاثياً في محطات «الأمانة»، والناتج يستخدم كلياً في الغابات الشرقية والأراضي الرطبة، كما أن محطة المطار سيستفاد منها في أكثر من غرض، إذ سيتم الضخ منها إلى الأراضي الرطبة والغابة الشرقية بجانب موقع البحيرة، ويجري العمل على إنشاء مشروع ضخ 120 ألف متر مكعب منها إلى تلك المناطق، كاشفاً تطلع «الوزارة» إلى الاستخدام الكامل للمياه المعالجة التي تكون صالحة للاستخدام ومنع وصول أي قطرة من مياه الصرف الصحي إلى البحر، مستبعداً أن تكون الروائح التي يشتكي منها السكان بجانب المطار صادرة من محطة المعالجة، مستدلاً بأن جميع الفنادق على البحر لديها محطات لمعالجة المياه. وأعرب وزير المياه والكهرباء عن أمله في الاستفادة من جميع المياه في ري الحدائق أو المرافق أو الزراعة، لافتاً إلى أن لدى الوزارة عقداً مع شركة استشارية لمراجعة استخدام المياه المعالجة في المملكة، والتركيز على المدن الكبيرة. وفي شأن آخر، أبان الحصين أن خطط وزارته في موسم حج هذا العام ستكون الأفضل، خصوصاً مع بدء الجو في الاعتدال وتوافر الكهرباء بشكل كبير بعد الربط بين المناطق الذي تم في رمضان الماضي، إذ تم ربط المنطقة الشرقية والرياض وحائل والقصيم بالمدينة المنورةومكة، كما تم ربط محطة الشقيق بجازان بمحطة الشعيبة في منطقة مكةالمكرمة، فاصبحت 95 في المئة من الطاقه المباعة في المملكة مرتبطة ببعضها بعضاً، ما مكن الشركة من نقل أكثر من 700 ميجاواط في الفترة الماضية لتغذية مكةالمكرمة، وبالتالي يؤكد أنه لن تكون هناك مشكلة نقص توليد في الكهرباء، كما هو نفس الحال في خصوص الماء هذا العام الذي يعد الأفضل في مكةالمكرمة، إذ تم تشغيل محطة «الشعيبة 3» بكامل طاقتها، التي تضخ لمكة حالياً ما يتجاوز ال480 ألف متر مكعب بزيادة 200 ألف عن العام الماضي، لذلك لا نتوقع وجود أي مشكلات في المياه، في الوقت الذي ستكون فيه مستقرة في الكثير من أحياء مكةالمكرمة. وحول محطة معالجة مياه الصرف الصحي في المطار، أوضح الحصين انه ستكون بجانبها محطة أخرى في المرحلة الثانية بطاقة 250 ألف متر مكعب لتصبح الطاقة الإجمالية مليون متر مكعب، إضافة إلى محطة جنوبجدة التي ستكون فيها طاقة المعالجة 600 ألف متر مكعب، مشددًا على أن طاقة المعالجة الموجودة حالياً تكفي تماماً علاوة على الطاقات المتوقعة في المستقبل، إذ أخذ في الحسبان عند إنشاء محطة المطار أن يكون بها أربع محطات. وشدد الحصين حرص وزارته على عدم التفريط أو فقد قطرة ماء واحدة، وقال ل«الحياة»: «أعتبر أن موضوع تسربات شبكات المياه أولوية من أولويات الوزارة، على اعتبار أن كميات المياه التي تتسرب تعد عندنا ثمينة جداً، إذ صرف عليها الكثير من المال والجهد والوقت، لذا يجب أن لا نفقد منها أي قطرة، فقد وضعنا إجراءات للقضاء على التسربات وخفضها للحدود الممكنة عملياً من خمسة في المئة وسبعة في المئة، واعتمد للمشروع 1.2 بليون ريال، وأشير هنا إلى أننا نفقد يومياً مليون متر مكعب في تسربات الشبكات وهي ثروة طائلة، إذ إننا قبل أن ننشئ مشروعاً جديداً لتوفير المياه لا بد أن نعالج التسربات ونستخدم تقنيات حديثة جداً للقضاء عليها». و أضاف: «هناك مشاريع متعثرة نتعامل معها إما بتمديد أو بتنقيص حجم المشروع أو بسحب المشروع».وحول المخاوف من حدوث سيول متوقعة في جدة وامتلاء بحيرة الصرف مرة أخرى بالمياه، أبان: «حتى إن تجمعت المياه فيها ستصبح مثل السدود العادية ولا خوف من ذلك، موضحاً أن تسليم موقع البحيرة للأمانة سيتم عند الانتهاء من جميع أجزاء المشروع وذلك خلال الشهرين المقبلين تقريباً للاستفادة منها في الزراعة أو المتنزهات». ومن جهته، كشف الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية لؤي المسلم بدء توصيل أنابيب الصرف الصحي للمنازل في الربع الأول من 2012، وفق منظومة متكاملة تكون فيها أول مجموعة 50 ألف توصيلة، فيما ستكمل البقية بعد تجفيف البحيرة، بنسبة تشغيل تمثل 22 في المئة ترتفع إلى 40 في المئة في المرحلة المقبلة.