كشفت وزارة الداخلية السعودية ل«الحياة»، عن وجود 73 سعودياً موقوفين خارج المملكة في تهم ذات صلة بالأعمال الإرهابية، مشيرة إلى أن أعداد السعوديين المتورطين بالقتال في الخارج بلغ نحو 2093 مقاتلاً ضمن عناصر التنظيمات الإرهابية في مناطق مختلفة، فيما تصدرت سورية قائمة مناطق الصراع الأعلى في وجود السعوديين فيها، بمعدل تجاوز 70 في المئة من العدد الإجمالي للمقاتلين السعوديين، تليها اليمن في المرتبة الثانية، وأفغانستان في المرتبة الثالثة، والعراق في المرتبة الأخيرة. وأكدت وزارة الداخلية السعودية، على لسان متحدثها الرسمي اللواء منصور التركي في تصريح إلى «الحياة»، أن عدد السعوديين الذين تتوفر الأدلة على وجودهم حالياً في مناطق تشهد صراعات يبلغ 2093 عنصراً ضمن عناصر التنظيمات الإرهابية الموجودة في مناطق الصراع المختلفة، مشيراً إلى التثبت من موقع وجود معظمهم. وكشف التركي عن وجود 70 في المئة من العناصر السعودية التابعة للتنظيمات الإرهابية في مناطق الصراع السورية، إذ بلغ عددهم 1540 سعودياً، فيما بلغ عدد السعوديين المنتمين للتنظيمات الإرهابية في اليمن 147 عنصراً ضمن عناصر التنظيمات الإرهابية، فيما يوجد 31 سعودياً في أفغانستان وباكستان، كما ذيلت القائمة بخمسة عناصر إرهابية موجودين في العراق، وأشار التركي إلى عدم توافر معلومات عن أماكن وجود 297 آخرين، كاشفاً عن وجود 73 موقوفاً سعودياً خارج المملكة في تهم ذات صلة بالأعمال الإرهابية. يأتي ذلك، بعد أن أثبتت معلومات أمنية أخيرة، تراجع أعداد السعوديين المتعاطفين مع التنظيم الإرهابي، الذي أعلن - خلافته المزعومة - في 29 حزيران (يونيو) 2014، والتي جاءت تأكيداً للتصريح السابق لرئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية عبدالمنعم المشوح عن كون السعوديين في «داعش» غير مؤثرين، موضحاً أنه «بحسب معلوماتنا الإحصائية، فإن السعوديين في تنظيم داعش أقل بكثير مما يتصور غالبيتنا، بل إن جنسيات القادمين من تونس أو المغرب تتفوق عدداً عليهم وحتى بالنسبة لمقاتلي تنظيم داعش من أوروبا». وأضاف المشوح: «السعوديون المقاتلون في (داعش) غير مؤثرين وليسوا قادة أو مخططين، وأعدادهم قليلة جداً ولا تقارن بالأعداد التي انضمت إلى (القاعدة) أو التي ذهبت للقتال مع بداية الأزمة في سورية». وعن تضخيم أعداد السعوديين، أشار إلى أن الهدف من وراء التضخيم معروف وهو محاولة تشويه صورة المملكة وإلحاق صفة الإرهاب بمواطنيها، «نعم يوجد مقاتلون سعوديون في (داعش) مثلما يوجد فيها مقاتلون من أغلب الدول، لكن أعداد السعوديين الأقل». وفقد التنظيم الإرهابي الذي خرج من رحم أكثر التنظيمات تطرفاً (القاعدة) في العراق، والذي شكله أبو مصعب الزرقاوي 2004، أخيراً، عدداً كبيراً من المتعاطفين السعوديين معه، وذلك بعد جعلهم واجهة إعلامية لاستقطاب المزيد من الشبان من جميع البلدان العربية والإسلامية، كما عمد التنظيم الإرهابي الوحشي إلى زج الشباب السعودي في عملياته الانتحارية المتتالية في بداية ظهوره، إلا أن وزارة الداخلية السعودية كشفت أخيراً، عن انخفاض عدد السعوديين الانتحاريين في مناطق الصراع، عازية ذلك إلى «تناقص عدد المنضمين إلى الجماعات الإرهابية، نتيجة زيادة الوعي الفكري في المملكة».