واصلت قوات الجيش اليمني أمس، تقدمها في جبال مديرية نهم عند الأطراف الشمالية الشرقية لصنعاء وسط انهيارات متتالية في صفوف ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح. وأغارت مقاتلات التحالف العربي على تعزيزات ضخمة للميليشيات قبل وصولها إلى خطوط التماس، ودمرت غالبيتها. ووصل الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وعدد من المستشارين والوزراء إلى مدينة المكلا عاصمة حضرموت في زيارة هي الأولى لهادي إلى المدينة منذ توليه الرئاسة في العام 2012. وترأس هادي اجتماعاً لقيادات السلطة المحلية والعسكرية في المدينة، وأكد أن «حضرموت تتعافى وتنهض من جديد بفضل تضحيات أبنائها المخلصين ودور دول التحالف وبصماتها، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات». وقال إن «حضرموت لم تدنسها الميليشيات الانقلابية، لكنها عانت من وطأة عدو آخر لا يختلف في الوسيلة عن الميليشيات الانقلابية، وهي الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي تم تطهير حضرموت منها في ملحمة المصير المشترك مع الأشقاء بالتحالف العربي». وأشار الرئيس اليمني إلى أن حضرموت وأهلها لا يمكن أن يكونوا بيئة جاذبة للتطرف والإرهاب من خلال تاريخها القديم والحديث وسيرة أهلها الذين عرفوا بالوسطية والعلم والحضارة والصدق والتسامح والأمانة والبساطة والأخلاق الحميدة والانضباط الوظيفي واحترام النظام والقانون». وتزامنت زيارة هادي مع نجاة مدير مديرية شبام في وادي حضرموت، فرج ناجي بن طالب، من محاولة اغتيال قتل خلالها اثنان من مرافقيه بعدما أطلق مسلحون يُعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة» النار على سيارته أثناء توجهه صباحاً إلى مقر عمله. وعلى صعيد المعارك الضارية التي تخوضها قوات الجيش الوطني ضد الحوثيين وقوات صالح، أفادت مصادر ميدانية بأن القوات الحكومية «حررت المواقع المحيطة بسد العقران المحاذي لقرية محلي، بعد يومين من تحرير جبل القتب الاستراتيجي وجبال مريحات والتباب الحمر وكحل وتباب شرق القتب قرب منطقة المدفون». وأضافت أنها كبدت الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والآليات وأجبرت عناصرها على الفرار الى مركز المديرية، مشيرة إلى مقتل 16 مسلحاً بينهم قيادات في صفوف الحوثيين بالتزامن مع ضربات كثيفة لطيران التحالف على مواقع الميليشيات وتعزيزاتهم في منطقة «نقيل بن غيلان» المجاورة». وقالت المصادر إن الغارات أسفرت عن تدمير ثماني عربات محملة بالأسلحة والذخائر والمقاتلين ومصرع كل الذين كانوا على متنها، في وقت قصفت مدفعية الجيش الوطني مواقع المتمردين في جبل الصمع في مديرية أرحب المجاورة، كما استهدفت مواقعهم في جبهة الساق «جنوب شرقي محافظة مأرب ودمرت آليات عسكرية وأسقطت عدداً من عناصر المليشيات بين قتيل وجريح». وفي الرياض، أعلنت وزارة الداخلية السعودية مقتل جندي عند نقطة مراقبة حدودية مع اليمن إثر تبادل لإطلاق النار مع متمردين حوثيين ليل السبت، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وقالت الوزارة: «تعرض أحد المراكز الحدودية المتقدمة لإطلاق نار عبر الحدود من عناصر حوثية داخل الأراضي اليمنية، حيث تم التعامل مع الموقف بما يقتضيه بالرد على مصدر النيران بالمثل والسيطرة على الموقف». وأضافت أن تبادل إطلاق النيران أدى إلى إصابة جندي «واستشهاده قبل وصوله إلى المستشفى».