يصل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي إلى المملكة الأردنية الهاشمية صباح اليوم الأحد، ضمن جولة عربية وإقليمية تشمل إيران ومصر وتركيا، في وقت لا يزال السجال الداخلي متواصلاً في شأن تشكيل الحكومة الجديدة بعد مرور أكثر من سبعة شهور على إجراء الانتخابات التشريعية في السابع من آذار (مارس) الماضي. وأكد المستشار الإعلامي لرئاسة الوزراء علي الموسوي ل «الحياة» أمس أن «زيارة المالكي الى الأردن تأتي ضمن سلسلة زيارات تشمل عدداً من الدول العربية والإقليمية تلبية لدعوات رسمية من هذه الدول تم تأجيل الاستجابة لها بسبب الظروف السياسية في البلاد التي أعقبت الانتخابات». ولفت الى أن «الغرض من الزيارة الى الأردن وعدد من الدول العربية يأتي من أجل رأب الصدع الذي يلف العلاقات العربية - العراقية والمضي قدماً في تدعيم التعاون التجاري والاقتصادي فضلاً عن تكريس العلاقات الديبلوماسية وتطويرها في المستقبل». وحول الاتهامات التي يكيلها أعضاء في ائتلاف المالكي «دولة القانون» لبعض السياسيين حول زياراتهم الخارجية في وقت يقوم المالكي بزيارات خارجية أشار الموسوي الى أن «المالكي يقوم بهذه الزيارات بصفته رئيساً لوزراء العراق وليس بصفته زعيماً لائتلاف انتخابي يخوض حوارات لتشكيل الحكومة». ولفت الى أن «الوفد العراقي سيؤكد للدول التي سيزورها الرغبة في تشكيل حكومة عراقية خالصة بعيدة من التدخلات الخارجية وفي الوقت نفسه سيقوم المالكي بإزالة سوء الفهم لدى هذه الدول حول شخصه وحول التحالف الوطني بعد موجة التشهير والتشويه الذي جرى خلال الانتخابات التشريعية». وكان المالكي بدأ جولته الخارجية بلقائه الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي في زيارة هي الأولى من نوعها منذ نشوب الأزمة السياسية بين العراق وسورية على خلفية اتهام بغداد دمشق بإيواء مسلحين مسؤولين عن تفجيرات استهدفت مؤسسات حكومية. ويقول مراقبون إن جولة المالكي العربية والإقليمية تسعى الى بث تطمينات حول إعادة ترشيحه، واطلاع قادة تلك الدول على برنامجه الحكومي في حال تجديد ولايته. في هذا الوقت شدد رئيس الجمهورية المنتهية ولايته جلال طالباني، أمس على أهمية تشكيل حكومة وفق مبدأ الشراكة الوطنية، داعياً جميع القوى السياسية للإسراع بالمصالحة الوطنية وتشكيل الحكومة التي طال انتظارها. وقال طالباني، في كلمة له تلاها بالنيابة عنه كبير مستشاريه فخري كريم بمناسبة مرور الذكرى 12 لاستشهاد محمد محمد صادق الصدر والد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بغداد: «نحن نسعى اليوم الى تشكيل حكومة الشراكة الوطنية تضم جميع مكونات الشعب العراقي التي لبت وذهبت الى صناديق الاقتراع لأكثر من مرة». وأوضح طالباني في كلمته أن «الشعب العراقي يطالبنا اليوم بأن نتقدم بخطوات أكبر في مشروع المصالحة الوطنية، كون بلادنا تمر بمرحلة حساسة تتطلب منا إنجاز مشروع المصالحة الوطنية الحقيقية التي تؤسس للمساواة بين العراقيين كافة»، مضيفاً أن «المصالحة الوطنية يجب أن تنعكس على المشاركة الفعلية في الحكومة المقبلة، وأن لا يستثنى أياً من الأصوات لكن وفق معايير الكفاءة والنزاهة». بدوره دعا رئيس الوزراء نوري المالكي، خلال كلمه له بالمناسبة، الى «الالتزام بالمنهج الذي خطه السيد الصدر، مؤكداً أن «على الجميع منع عودة الدكتاتورية والتسلط الذي قاومه الشهيد الصدر». وبين المالكي، وهو مرشح لمنصب رئاسة الوزراء بدعم من التيار الذي يقوده الصدر، «علينا أن نحافظ على الفكر والتوجه الذي ضحى من أجله السيد الصدر»، لافتاً الى «أهمية أن نواجه التحدي الخطر وهو المحافظة على الوحدة الوطنية»، مضيفاً أن «العراق يطمح أن يكون سيد هذه المنطقة ولكن بالاتجاه الإيجابي من خلال احترامه لدول المنطقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».