ألقت مروحيات سورية أمس حوالى 60 «برميلاً متفجراً» بين دمشق وحدود لبنان لإعلان بدء معركة «تأمين» دمشق بعد استعادة الأحياء الشرقية في حلب وبدء القوات النظامية والميليشيات الموالية تمشيط مناطق هجر منها آلاف المدنيين والمقاتلين بالتزامن مع وصول عناصر الشرطة العسكرية الروسية إلى حلب التي سقط قتلى أمس في جزئها الغربي وانفجر مستودع ذخيرة وعبوات شرقها. وجدد الرئيس التركي رجب رطيب أردوغان نيته الطلب من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إقامة منطقة آمنة شمال سورية مع استمرار الجيش التركي في دعم فصائل معارضة لاستعادة مدينة الباب من «داعش». وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجدداً بدء التسوية بعد معركة حلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «سلطات النظام السوري لا تزال تقطع المياه عن العاصمة دمشق. وادَّعت أن الفصائل الموجودة في عين الفيجة بوادي بردى في ريف دمشق قامت بسكب مادة الوقود (مازوت) في الأنابيب التي تضخ المياه نحو دمشق، في حين نفت الفصائل الموجودة في منطقة وادي بردى صحة ما ادعته قوات النظام، وقالت إن هذه الادعاءات لا صحة لها ولم يقم أي مقاتل من الفصائل بسكب مثل هذه المواد الملوِّثة للمياه، وأكدت الفصائل أن سلطات النظام تخلق لقواتها أسباباً كاذبة لتبرير عمليتها العسكرية في قرى وبلدات وادي بردى. ولفت «المرصد» إلى أن هذا تزامن مع عمليات عسكرية «بدأتها قوات النظام في منطقة وادي بردى لتحقيق تقدم في المنطقة أو التوصل إلى اتفاق مصالحة وتسوية أوضاع على غرار مدينة التل وريف دمشق الغربي وداريا ومعضمية الشام، وشهدت الساعات ال24 الفائتة عمليات قصف مكثّف من قوات النظام بالقذائف المدفعية والصاروخية، إضافة إلى إلقاء 60 برميلاً متفجراً». وكانت القوات النظامية استعادت كامل مدينة حلب بعد انتهاء إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة، في عملية تمت بموجب اتفاق روسي- إيراني- تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنّه الجيش على الأحياء الشرقية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل «شخصين وإصابة 33 آخرين بجروح، بينهم أربعة في حالة خطرة، نتيجة انفجار مستودع ذخيرة وعدد من العبوات الناسفة» شرق حلب، في وقت أفاد «المرصد» بمقتل وجرح مدنيين بغارات، روسية أو سورية، على الريف الغربي لحلب. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيبحث مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مسألة إقامة حظر جوي شمال سورية. ونقلت وكالة «الأناضول» عن أردوغان قوله إن أطرافاً تسعى إلى إقامة دولة جديدة شمال سورية، مشدداً على أن بلاده لن تسمح بإقامة تلك الدولة على الإطلاق. ودافعت الحكومة عن معركة الباب التي تخوضها فصائل سورية ضمن عملية «درع الفرات» بعد يومين من حرق «داعش» جنديين تركيين. وقال أردوغان إن «درع الفرات لن تقف عند حدود الباب وإن المعركة طويلة»، قائلاً: «بعد الباب، هناك عفرين ومنبج ومن ثم الذهاب إلى الرقة» شرق سورية. سياسياً، قال الناطق الرئاسي ديميتري بيسكوف أن بوتين ناقش مع مجلس الأمن الروسي أمس «التسوية في سورية في ضوء انتهاء عملية القوات المسلحة السورية لتحرير حلب من المسلحين، إضافة إلى سير التحضير للقاء المحتمل في إطار التسوية السورية في آستانا» عاصمة كازاخستان. واستنكرت الخارجية الروسية أمس، العقوبات الأميركية الجديدة بحق روسيا والنظام السوري، متهمة واشنطن بأنها «فقدت تماماً واقعيتها». وقالت الوزارة في بيان «إن هذا التوسيع للعقوبات الأميركية ضد روسيا (...) في وقت يفترض أن توحد الهجمات الدامية في أنقرة وبرلين الأشخاص العقلاء في مقاومتهم لتهديد الإرهابيين، يظهر أن واشنطن فقدت تماماً واقعيتها». وأعلنت واشنطن الجمعة أنها أدرجت على لائحتها السوداء الاقتصادية ستة وزراء سوريين بينهم وزير المال مأمون حمدان ومسؤولون في مصرف روسي لدورهم المفترض في «أعمال عنف» ارتكبها النظام السوري.