يتوقع أن يقر مجلس الأمن مسودة قرار أميركي حول الصحراء يخلو من الإشارة إلى رقابة بعثة «مينورسو» الدولية على أوضاع حقوق الإنسان هناك، ما يتماشى مع موقف الرباط في هذا الشأن. وقالت الوزيرة المغربية المنتدبة في الخارجية مباركة بوعيدة، إن الرباط ملتزمة التعاون مع الأممالمتحدة «لإيجاد حل سياسي» للنزاع، يستند إلى مبادرة بلادها في الحكم الذاتي. ورأت أن دعم المفاوضات التي يرعاها الموفد الدولي كريستوفر روس، في ظل مشاركة الأطراف المعنية كافة، أفضل خيار لتجاوز المأزق الراهن والبحث في حل وفاقي. ودعت بوعيدة الأطراف المعنية إلى التحلي ب «الواقعية»، مؤكدة أن خيار الحكم الذاتي «أتى استجابة لنداء مجلس الأمن»، ويضمن لسكان المحافظات الصحراوية تدبير شؤونهم بآليات ديموقراطية. وأوضح وزير الخارجية السابق الدكتور سعد الدين العثماني، أن مبدأ تقرير المصير «لا يعني بالضرورة، وفق قرارات الأممالمتحدة، إقامة دولة مستقلة». ورأى العثماني أن الاتجاه السائد داخل مجلس الأمن يميل إلى حل النزاعات التي تشبه ملف الصحراء عبر المفاوضات. لكنه اتهم الجزائر بأنها تخرق حقوق الإنسان من خلال رفضها إحصاء سكان مخيمات تيندوف الواقعة تحت نفوذها، ودعا إلى حل المشاكل الإنسانية في المخيمات، «قبل الحديث عن مزاعم أخرى» في إشارة إلى أوضاع حقوق الإنسان. إلى ذلك، أكدت مصادر ديبلوماسية أن مشروع القرار الوحيد على طاولة مجلس الأمن هو المسوّدة الأميركية، وان باريس تميل إلى دعم المشروع الأميركي، خصوصاً أنها كانت دائماً تدعم مواقف الرباط لجهة اعتبار الحكم الذاتي خياراً واقعياً لإنهاء النزاع الإقليمي. وكان المندوب المغربي الجديد لدى الأممالمتحدة عمر هلال، سلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة من الملك محمد السادس، تعرض لموقف الرباط من تقريره الأخير إلى مجلس الأمن حول الصحراء. وقال هلال إنه تحدث أمام بان كي مون عن «الثوابت التي تؤطر المفاوضات السياسية»، مؤكداً تمسك بلاده بمسار المفاوضات. ولفتت المصادر الديبلوماسية إلى أن برقية التهنئة التي بعث بها الملك محمد السادس إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مناسبة تجديد ولايته، أتت في وقت كان ملك المغرب يزور الداخلة في أقصى جنوبالمحافظات الصحراوية. ولاحظت أن مضمونها «لم يخل من استمرار سياسة اليد الممدودة لأي حوار ثنائي بين البلدين الجارين». لكن الملك أشار في معرض حديثه عن التحديات التي تواجه دول شمال أفريقيا إلى معاودة تفعيل الاتحاد المغاربي في إطار دوله الخمس، في إشارة واضحة إلى استثناء «بوليساريو» من هذا المسار.