أعلنت قوات النظام السوري مساء اليوم (الخميس) في بيان استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب، ثاني أهم المدن السورية، في «انتصار» يعد الأكبر لدمشق على الفصائل المعارضة منذ اندلاع النزاع في العام 2011. وجاء في البيان «بفضل دماء شهدائنا الأبرار وبطولات وتضحيات قواتنا المسلحة الباسلة والقوات الرديفة والحليفة وصمود شعبنا الأبي، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عودة الأمن والأمان إلى مدينة حلب بعد تحريرها من الإرهاب والإرهابيين وخروج من تبقى منهم من المدينة». وأكد البيان أن «هذا الانتصار يشكل تحولاً استراتيجياً ومنعطفاً هاماً في الحرب على الإرهاب من جهة وضربة قاصمة للمشروع الإرهابي وداعميه من جهة أخرى»، مضيفاً «كما أنه يؤكد قدرة الجيش العربي السوري وحلفائه على حسم المعركة مع التنظيمات الإرهابية، ويؤسس لانطلاق مرحلة جديدة لدحر الإرهاب من جميع أراضي الجمهورية العربية السورية». وجاء هذا الإعلان بعد دقائق من خروج آخر دفعة من المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كان تحت سيطرة الفصائل المعارضة في شرق حلب في إطار عملية إجلاء بموجب اتفاق روسي - إيراني - تركي بعد حوالى شهر من هجوم عنيف شنته قوات النظام على الأحياء الشرقية. ومنذ بدء عملية الإجلاء بشكل متقطع قبل أسبوع، أحصت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» خروج أكثر من «34 ألف شخص» من شرق حلب. وفي وقت سابق الخميس، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن «تحرير حلب من الإرهاب ليس انتصاراً لسورية فقط بل لكل من يسهم فعلياً فى محاربة الإرهاب وخصوصاً لإيران وروسيا». وكان مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا قال اليوم، إن الآلاف الذين غادروا المناطق الخاضعة للمعارضة في حلب بعد هجوم قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، قد يواجهون نفس المصير في ملجأهم الجديد خارج المدينة. وأوضح دي ميستورا أن وقف الأعمال القتالية في مختلف أنحاء سورية ضروري لتفادي معركة شرسة أخرى مثل تلك التي شهدتها حلب. وتشير أحدث أرقام للمنظمة الدولية إلى إجلاء 34 ألف شخص على الأقل من المدنيين والمقاتلين من شرق حلب في عملية استمرت أسبوعاً. وحذر المبعوث الدولي قائلاً للصحافيين في جنيف «ذهب كثيرون منهم إلى إدلب التي يمكن أن تصبح حلب التالية». وقال دي ميستورا إن وقف الاقتتال في أنحاء سورية يمثل «أولوية وحديث أطراف إقليمية مثل تركيا وروسيا وإيران مع بعضهم بعضاً إنما هو شيء جيد». وذكر ميستورا نقلاً عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المحادثات المتوقع عقدها في كازاخستان «لا تعتبر منافسة وإنما مكملة ولدعم الإعداد لدور الأممالمتحدة (في محادثات السلام السورية) في الثامن من شباط (فبراير)». واتجه الآلاف من اللاجئين من حلب إلى إدلب ما أثار مخاوف من احتمال تحول المدينة الواقعة في شمال غربي سورية إلى حلب أخرى.