أعلنت الأممالمتحدة اليوم (الخميس) مقتل أربعة عمال إغاثة عراقيين وما لا يقل عن سبعة مدنيين، في هجوم عشوائي بقذائف «المورتر» هذا الأسبوع خلال عملية لتوزيع المساعدات في واقعتين منفصلتين في شرق الموصل. ولم يحمل بيان للأمم المتحدة المسؤولية عن الهجومين لأي جهة، لكن متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قصفوا المناطق «المحررة» مراراً، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات السكان الذين كانوا يسعون للفرار في الاتجاه المعاكس. ونجحت العملية في الموصل في استعادة ربع المدينة وهي آخر المعاقل الكبرى للمتشددين في العراق، لكن القوات تتقدم ببطء وصعوبة. وبدأت الحملة المدعومة من الولاياتالمتحدة وينفذها تحالف من القوى المحلية قوامه 100 ألف فرد في 17 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأصبحت الأكبر في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 وأطاح بصدام حسين. إلى ذالك، أكدت كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في «منظمة العفو الدولية» دوناتيلا روفيرا أن الاطفال الذين حوصروا في معركة الموصل يعانون من «إصابات مرعبة ورأوا أشياء لا ينبغي لأحد ان يراها». وأضافت: «يجد الأطفال الذين جرحوا بسبب الحرب أنفسهم بعدئذ في مستشفيات تكتظ بالمرضى، أو في مخيمات للنازحين، حيث تزيد الظروف الإنسانية البائسة من صعوبة تعافيهم جسدياً ونفسياً مما لحق بهم. بينما يستمر حصار آخرين كثر في مناطق يضطرم فيها القتال». وأفادت روفيرا بأن «من بين آلاف الأطفال الذين تعرضوا للعنف المفرط المتواصل، لم يحظ سوى قسط ضئيل من الأطفال بالرعاية والدعم النفسيين اللذين يحتاجون إليهما بصورة ماسة». وأضافت «يتعين على المجتمع الدولي أن يعطي الأولوية لتمويل استجابة ناجعة هدفها حماية الأطفال، بما في ذلك توفير الدعم الصحي النفسي الشامل لمن تعرضوا للعنف المفرط، كجزء من المواجهة الإنسانية للأزمة في العراق». وروى التقرير المعاناة التي قاساها الأطفال الأيزيديين العائدين من أسرالتنظيم المتطرف مشيراً إلى «بنات لم تتجاوز أعمارهن 11 سنة لم يسلمن من الاغتصاب»، في حين «أُكره الصبيان على الالتحاق بالتدريب العسكري، ولُقنوا كيف يقطعون رؤوس البشر، وأجبروا على مشاهدة أشخاص يعدمون أمام أعينهم».