نشرت المنظمة الدولية الحقوقية اليوم " الثلاثاء بموقعها الالكتروني ، تقريرا لمنظمة العفو الدولية بعنونان " الهروب إلى الجحيم " االثلاثاء، اتهمت فيه عناصر تنظيم "داعش" الذي أسمته ب "المتشدد " باستخدام التعذيب والاغتصاب كسلاح ضد مئات الإيزيديات الأسيرات لديهن بالعراق في اعتداءات "ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية"، ما دفع عدد منهن إلى الإقدام على الانتحار. ولفتت أن التقرير يوفر نظرة ثاقبة على الاعتداءات المروعة التي عانت منها المئات، وربما الآلاف من النساء والفتيات الإيزيديات اللاتي زوجن قسرا، و"بيعوا" أو وهبوا "هدايا" لمقاتلي التنظيم أو مؤيديهم. وفي كثير من الأحيان، أجبرن على اعتناق الإسلام. وأكدت المنظمة إن "التعذيب، ويشمل الاغتصاب، وغيره من أشكال العنف الجنسي، الذي تعرضت له النساء والفتيات من الأقلية الإيزيدية في العراق اللاتي اختطفتهن الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية، يسلط الضوء على وحشية حكم التنظيم". وأوضحة أن "النساء والفتيات من بين الآلاف من الإيزيديين من منطقة سنجار شمال غرب العراق الذين استهدفوا منذ أغسطس/ آب الماضي في موجة من التطهير العرقي على يد مقاتلي عازمين على إبادة الأقليات العرقية والدينية في المنطقة"ن مشيرة إلى أن أن الويلات التي تحملنها في أسر "الدولة الإسلامية"، خلفت هؤلاء النساء والفتيات في صدمات نفسية شديدة، دفعت بعضهن لإنهاء حياتهن الانتحار. وأفاد تقرير المنظمة أن شابة اسمها "جيلان"، (19 عاماً)، كانت محتجزة رهينة في الموصل، أقدمت على الانتحار خشية تعرضها للاغتصاب، بحسب ما قاله شقيقها للمنظمة. وواستشهدت برواية إحدى الفتيات التي كانت محتجزة (قبل أن تتمكن من الهرب في وقت لاحق) في نفس الغرفة مع جيلان، و20 فتاة، بينهم اثنتان يتراوح عمريهما بين 10 و12 عاما: "ذات يوم، قدمت إلينا ملابس تشبه ملابس الرقص، وطلب منا الاستحمام وارتداء هذه الملابس. فأقدمت جيلان على الانتحار في الحمام. قطعت معصميها وشنقت نفسها. كانت غاية في الجمال. أعتقد أنها كانت تعلم أنها على وشك أن تؤخذ بعيدا من قبل رجل ولهذا السبب قتلت نفسها". من جانبها ، وصفت وفاء (27 عاما) وهي رهينة سابقة أخرى، كيف "حاولت وشقيقتها إنهاء حياتهما في ليلة واحدة بعد أن هددهما خاطفيهما بالزواج القسري. فحاولتا خنق أنفسيهما بالأوشحة، ولكن فتاتين كانتا تنامان معهما في نفس الغرفة استيقظتا ومنعتهما". من جانبها، قالت كبيرة مستشاري الاستجابة للأزمات بالمنظمة ، دوناتيلا روفيرا، التي تحدثت إلى أكثر من 40 أسيرة سابقة في شمال العراق: "المئات من النساء والفتيات الإيزيديات تحطمت حياتهن بسبب أهوال العنف الجنسي والاسترقاق الجنسي في أسر الدولة الإسلامية". وأضافت أن "العديد من اللواتي وقعن ضحية عمليات استعباد جنسية، يبلغن من العمر 14 عاماً أو 15، وحتى أقل من ذلك". وأشارت إلى أن "العديد من المحتجزات كرقيق جنسي هم من الأطفال والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهم بين 14 و15 أو حتى أصغر سنا. ومقاتلو الدولة الإسلامية يستخدمون الاغتصاب كسلاح في اعتداءات ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". ولفتت إلى أن "الحصيلة الجسدية والنفسية لأعمال العنف الجنسي المروعة التي عانتها هؤلاء النساء كارثية. العديد منهن عذبن وعوملن كالمتاع. حتى اللواتي تمكن من الفرار، ما زلن يعانين من آثار صدمة نفسية عميقة". واعتبرت أن "صدمة الناجيات من العنف الجنسي أشد وطأة من جراء وصمة العار التي تحيط بالاغتصاب، تشعر الناجيات بأن (شرفهن)، وشرف أسرهن قد تلطخ، وتخشين من تضاؤل قدرهن في المجتمع نتيجة لذلك". وبحسب "روفيرا"، فإن "العديد من الناجيات من العنف الجنسي لا تصلهن المساعدة، والدعم الكاملين اللذين تمس حاجتهن إليهما". وطالبت "حكومة إقليم كردستان (شمال العراق) والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية التي تقدم الدعم الطبي وغيره من الخدمات إلى الناجيات من العنف الجنسي بتكثيف جهودها". واختتمت بالقول: "يجب أن يضمنوا على الفور وبشكل استباقي الوصول إلى كل اللواتي قد يحتجن إليهم، وأن تكون النساء والفتيات على علم بالدعم المتاح لهن". والإيزيديون هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، إيران، جورجيا، أرمينيا. وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية. ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، غارات جوية على مواقع ل "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراقوسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات. (الأناضول) 1